%40 من النباتات البرية في العالم مهددة بالانقراض
صنفت دراسة علمية جديدة ما يقارب 40% من النباتات البرية في العالم على أنها نادرة جدا وأكثر عرضة لخطر الانقراض من بقية الأنواع بسبب النشاط البشري وتغير المناخ.
وقد نشرت نتائج البحث في عدد خاص من مجلة “ساينس أدفانسز” قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2019، المعروف أيضا باسم “كوب 25” في مدريد يومي 2 و3 ديسمبر الجاري.
ما يقارب نصف مليون نوع
استغرق عمل 35 باحثا من مؤسسات بحثية في جميع أنحاء العالم تحت إشراف جامعة أريزونا مدة عشر سنوات لتجميع عشرين مليون سجل للنباتات البرية في العالم. وأحصوا ما يقارب 435 ألف نوع من النباتات البرية المختلفة على سطح الأرض، وهي أكبر مجموعة بيانات حول التنوع البيولوجي النباتي تم إنشاؤها حتى اليوم.
وقال أستاذ البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة أريزونا، برايان إينكويست “عندما نتحدث عن التنوع البيولوجي العالمي، كان لدينا تقريب للعدد الإجمالي للأنواع النباتية البرية، لكن لم يكن لدينا عدد حقيقي لهذه الأنواع”.
ويضيف الباحث الرئيسي للدراسة “ما أردنا أن نفهمه حقا هو طبيعة هذا التنوع وما سيحدث له في المستقبل، فقد تم العثور على بعض الأنواع في كل مكان وعلى أنواع أخرى نادرة جدا”.
كشف إينكويست وفريقه أن أكثر من 158 ألف نوع من النبات -وهو ما يمثل 36.5% من جميع أنواع النباتات البرية- “نادرة للغاية” أي أنها لوحظت وسجل وجودها أقل من خمس مرات في جميع مناطق العالم.
وهذا العدد أكبر مما كان يتوقعه الباحثون، “فوفقا للنظرية الإيكولوجية والتطورية، كنا نتوقع أن تكون أنواع كثيرة نادرة، لكن العدد الفعلي الملحوظ الذي وجدناه كان مذهلا بالفعل”، كما يقولون.
نقاط ساخنة
علاوة على ذلك، وجد العلماء أن الأنواع النادرة تميل إلى التجمع في عدد محدود من النقاط الساخنة، مثل جبال الأنديز الشمالية في أميركا الجنوبية وكوستاريكا وجنوب أفريقيا ومدغشقر وجنوب شرق آسيا.
ووجدوا أن هذه المناطق ظلت مستقرة من الناحية المناخية منذ نهاية العصر الجليدي الأخير قبل حوالي عشرة آلاف عام، مما سمح لهذه الأنواع النادرة بالاستمرار.
إلا أن مجرد تمتع هذه الأنواع بمناخ مستقر نسبيا في الماضي لا يعني أنها ستتمتع بمستقبل مستقر، كما يقول الباحثون. فقد كشفت الدراسة أيضا أنه من المتوقع أن تشهد هذه المناطق التي تحتوي على أنواع نادرة من النباتات، معدلات مرتفعة من التغيرات المناخية المستقبلية والاضطرابات البشرية.
إذ يشهد العديد من هذه المناطق نشاطا بشريا متزايدا مثل إنشاء المدن والزراعة واستغلال الأراضي واستصلاحها، وهو ما يهدد هذه المنظومات البيئية المستقرة. وإذا لم يتم القيام بأي شيء، فسيكون هناك انخفاض كبير في التنوع -خاصة في الأنواع النادرة التي لا يعرف عنها العلم سوى القليل- لأن أعدادها المنخفضة تجعلها أكثر عرضة للانقراض.
يقول الباحثون إن هذه الدراسة سلطت الضوء -من خلال التركيز على تحديد الأنواع النادرة- على التهديدات المزدوجة لتغير المناخ والتأثير البشري على المناطق التي تؤوي الكثير من أنواع النباتات النادرة في العالم، وتؤكد الحاجة إلى خطة عمل إستراتيجية لحماية التنوع البيولوجي النباتي على مستوى العالم.
المصدر: الجزيرة