لماذا انفجر المكوك الفضائي “تشالنجر”؟
تمر اليوم 28 يناير 2020 الذكرى 34 لانفجار المكوك الفضائي الأمريكي “تشالنجر” وعلى متنه 7 رواد فضاء، بعد 13 ثانية من إطلاقه.
وكان المكوك الفضائي “تشالنجر” قد أطلق يوم 28 يناير عام 1986 من مطار فضائي في ولاية فلوريدا الأمريكية. والمثير في الأمر أن إطلاق المكوك كان مقررا يوم 22 يناير، ولكن تأجلت عملية الإطلاق بسبب اكتشاف أعطال بسيطة فيه، وقررت الجهة المشرفة إطلاقه يوم 28 يناير بعد إزالة الخلل. ومع ذلك لم يكن هذا اليوم ملائما أيضا لإطلاقه.
فقد انخفضت درجة حرارة الهواء في ذلك اليوم إلى ما دون الصفر وظهرت الشكوك بعدم تحمل الفواصل المطاطية التي بين أجزاء محركات الصاروخ هذا الانخفاض الكبير بدرجات الحرارة لأنها محسوبة للعمل بدرجة حرارة لا تقل عن 11 درجة مئوية، ومع ذلك رفضت رئاسة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تأجيل عملية الإطلاق مرة ثانية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الإطلاق كان الخامس والعشرين في برنامج Space Shuttle، وكان عليه وضع قمر صناعي للاتصالات في مداره المقرر لمراقبة مذنب غاليلو، واستعد طاقمه لإجراء عدد من التجارب العلمية، من بينها 12 جنين دجاج. وكان الحدث المهم لأول مرة، هو البث المباشر من الفضاء مرتين مدة كل منها 15 دقيقة.
وتجدر الإشارة إلى أن 7 رواد فضاء كانوا على متن المكوك “تشالنجر” عند إطلاقه، منهم 4 سبق لهم أن كانوا في الفضاء ومعهم معلمة مدرسة فازت بمنافسة بين الأمريكيين العاديين. وحضر جمهور كبير لمشاهدة عملية الإطلاق. وبدأ بعضهم يصفق عندما شاهدوا في السماء سحابة بيضاء ونارا، معتقدين أنه أمر طبيعي.
لقد سقطت قطع المكوك في المحيط الأطلسي، وأخرجت في بداية شهر مارس مع رفات رواد الفضاء وهم في قمرة القيادة. واتضح فيما بعد أن السبب الرئيسي لهذه الكارثة هي تلك القطع المطاطية لأنها تجمدت نتيجة انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. كما اتضح لاحقا أن ثلاثة رواد حاولوا النجاة من الحادث ولكنهم لقوا حتفهم نتيجة اصطدامهم بسطح الماء بسرعة 333 كيلومترا في الساعة .
واكتشفت لجنة التحقيق فيما بعد أن المذنب الرئيس في هذه الكارثة هي قيادة ناسا، وقررت وقف برنامج Space Shuttle لمدة ثلاث سنوات.
المصدر: نوفوستي