احتجاجات لبنان تستعيد نشاطها.. وارتفاع في وتيرة أعمال العنف
استعادت المظاهرات في لبنان نشاطها تدريجيًا خلال الأيام الماضية، وبدأت بتظاهر لبنانيين ضمن سياراتهم في بيروت وطرابلس ومناطق أخرى، لتتوسع وتصل إلى استخدام العنف وحرق عدد من المصارف، وسقوط قتيل بين المتظاهرين.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تعرض عدد من البنوك في عدة مناطق إلى إلقاء قنابل حارقة مولوتوف ما أدى إلى تضرر في واجهات بعضها وإحراق مداخل أخرى.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام”، اليوم الأربعاء 29 من نيسان، أن شخصًا أصيب بإطلاق نار في ساحة النور بمدينة طرابلس، من قبل مسلح مجهول في أحد المباني المطلة على الساحة.
وشهدت مناطق متفرقة اشتباكات بالحجارة وعمليات كر وفر بين المتظاهرين وعناصر الجيش، الذين أطلقوا الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين لتفريقهم، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الطرفين.
وأعلن الجيش اللبناني عبر بيان أمس، جرح أكثر من 50 جنديًا بينهم ضباط نتيجة الاشتباكات الدائرة مع المتظاهرين في مناطق طرابلس وعكار والبقاع.
كما نقلت فرق الصليب الأحمر اللبناني نحو 30 مصابًا من نتيجة الاشتباكات في طرابلس، إضافة إلى مصابين في عدة مناطق أخرى.
وشهد لبنان منذ 17 من تشرين الأول 2019 مظاهرات شعبية، احتجاجًا على زيادة الضرائب المفروضة على الخدمات وتراجع مستوى المعيشة وشح المحروقات، في أسوأ أزمة اقتصادية تمر على البلاد منذ الحرب الأهلية بين عامي (1975-1990)، فيما فاقم فرض تدابير العزل لمنع انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من تردي الأوضاع.
وجاء التصعيد بعد إعلان رئيس الحكومة، حسان دياب في 24 نيسان الحالي، خروج 5.7 مليار دولار من المصارف اللبنانية، خلال شهري كانون الثاني وشباط من العام الحالي، رغم القيود المشددة على سحب المبالغ بالدولار أو تحويلها إلى خارج البلاد، دون أن يحدد وجهتها.
ودعا دياب حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة (الذي يشغل منصبه منذ العام 1993) إلى أن “يعلن لللبنانيين الحقائق بصراحة، وما هو أفق المعالجة وسقف ارتفاع الدولار”.
وقدر دياب ارتفاع الخسائر في مصرف لبنان إلى سبعة مليارات دولار منذ مطلع 2020 حتى منتصف نيسان الحالي، ثلاثة مليارات منها خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة.
وأشار إلى أن “السيولة في المصارف بدأت تنضب”، إذ تراجعت قيمة الليرة اللبنانية وتجاوز سعر صرف الدولار 4000 ليرة في السوق السوداء.
وكانت الليرة ربطت منذ العام 1997 بسعر صرف 1507 ليرة مقابل دولار واحد.