وزير الخارجية اللبناني: لبنان ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة
اعتبر وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي، الذي قدم استقالته صباح الإثنين، أن بلاده “تنزلق للتحول إلى دولة فاشلة”، وجاء ذلك في بيان أصدره حتّي عقب تقديم استقالته لرئيس الحكومة حسان دياب، في مقر الحكومة وسط بيروت.
وقال حتي:” إن استقالته جاءت نتيجة لتعذر أداء مهامه في هذه الظروف المصيرية، نظرا لغياب رؤية للبنان الذي أومن به وطنا حرا مستقلا فاعلا ومشعاً في بيئته العربية وفي العالم”.
وأضاف أنها جاءت “في غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به”، مشيراً إلى أنه كان “يحمل آمالا كبيرة بالتغيير والإصلاح، ولكن الواقع أجهض جنين الأمل في صنع بدايات واعدة من رحم النهايات الصادمة”.
وتابع مشددًا: “لا لم ولن أساوم على مبادئي، وقناعاتي، وضميري من أجل أي مركز أو سلطة”.
واعتبر حتي، أن “قراره بتحمل هذه المسؤولية لمنصب وزير الخارجية والمغتربين، لم يكن عاديا في خضم انتفاضة شعبية قامت ضد الفساد والاستغلال، وفي ظل ما يشهده لبنان من أزمات متعددة الأشكال والأسباب سواء في الداخل أو في الإقليم”.
وحول أسباب الاستقالة قال حتي: “شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد اسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة”،محذراً من أنه إن لم يجتمع “أرباب العمل” حول مصلحة الشعب اللبناني، وإنقاذه، فإن المركب سيغرق بالجميع.
وأعرب حتّي وفق البيان، عن “أمنياته للحكومة والقائمين على إدارة الدولة التوفيق وإعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات، وإيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الاعتبارات والخصوصيات”.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.
ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية “الفساد المستشري” في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.
وبجانب الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، خاصة منذ تشكيل الحكومة الحالية، برئاسة دياب، في 21 يناير / كانون ثاني الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات.
المصدر: الأناضول