لاجئ سوري يضرب عن الطعام احتجاجًا على قرار ترحيل أبناء بلده في الدنمارك
أعلن اللاجئ السوري في الدنمارك سمير بركات الجمعة، إضرابه عن الطعام احتجاجًا على قرار السلطات في كوبنهاغن إعادة مواطنيه اللاجئين من العاصمة دمشق وريفها إلى بلادهم.
وأمام قصر كريستيانسبورغ الذي يضم مبنى البرلمان بالعاصمة كوبنهاغن، نظم لاجئون سوريون في الدنمارك اعتصامًا، للاحتجاج على قرار إعادتهم إلى بلادهم، وذلك بعدما اعتبرت السلطات دمشق وريفها مناطق آمنة.
وفي حديث لوكالة الأناضول التركية، قال بركات إنه وصل إلى الدنمارك قبل 6 أعوام، مبينا أن الظلم الذي كان يتعرض له في بلاده يتواصل في الدنمارك عبر الصراعات القائمة بين أحزاب اليمين واليسار حول وضع اللاجئين السوريين.
وأضاف: “الجالية السورية في الدنمارك تعاني جراء صراع الأحزاب اليمينية واليسارية”، مبينًا أنه أضرب عن الطعام للتضامن مع أبناء جاليته رغم عدم إلغاء تصريح إقامته.
وأشار إلى أن قراره جاء إثر اتخاذ السلطات الدنماركية قرار إعادة اللاجئين السوريين القادمين من العاصمة دمشق وريفها إلى بلادهم، قائلا “لقد بدأت الإضراب متأخرا وكان عليَّ إطلاقه سابقًا”.
وشدد بركات على أنه لن يتراجع عن إضرابه حتى “يرفع الظلم” عنه وعن أبناء الجالية السورية في الدنمارك، وتتراجع السلطات عن “قراراتها التعسفية” بحقهم.
من جانبها، قالت السورية رحاب قاسم، إحدى المشاركات في الاعتصام أمام مبنى البرلمان، إنها وصلت إلى الدنمارك قبل 7 أعوام، وإن السلطات ألغت تصريح إقامتها.
وأكدت رفضها قرار السلطات إعادة القادمين إلى الدنمارك من دمشق وريفها، وأضافت “سوريا ليست آمنة حتى نعود إليها، والعالم برمته يعلم ذلك جيدًا”.
وأعربت عن قلقها على حياتها في حال إعادتها إلى بلادها، قائلة “لقد دُمرت سوريا، هم (سلطات الدنمارك) يرسلوننا (إلى بلادنا) كي نقتل (على يد قوات نظام الأسد)”.
وطالبت بركات بمنح الجالية السورية إقامات دائمة في الدنمارك.
بدورها، قالت اللاجئة السورية عواطف زكريا، إنها تشعر بقلق وخوف كبيرين جراء قرار السلطات الدنماركية، مبينةً أن الأخيرة ألغت تصريح إقامتها.
وأضافت أنها لا تستطيع تخيل ما سيحدث لها في حال إجبارها على العودة إلى بلادها.
وبيّنت أنها مطلوبة لدى قوات نظام الأسد، معربةً عن خشيتها من الانتقام إذا عادت إلى بلادها.
وأضافت: “من المحتمل أن النظام سيعتقلنا فور وصولنا إلى المطار، وسنتعرض للتعذيب”.
وأردفت “لا أستطيع النوم في الليل، وأبكي طوال الوقت، وأتساءل في نفسي كيف لهم أن يرسلوننا إلى الموت وقد هربنا منه؟”.
وأعلن المجلس الدنماركي للاجئين، العاصمة السورية دمشق وريفها مناطق آمنة؛ رغم تحذير الأمم المتحدة ومجلس أوروبا والولايات المتحدة من إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، واستمرار الحرب الداخلية هناك.
ومنذ 2019، بدأت الدنمارك عدم تجديد، وإلغاء تصاريح إقامات للسوريين الحاصلين على صفة اللجوء المؤقت القادمين من دمشق وريفها، وهو ما وجه انتقاد جمعيات حقوق الإنسان إليها.
وتؤكد جمعيات حقوق الإنسان، أن قرارات كوبنهاغن بحق اللاجئين تشتت العائلات، فيما ذكرت شعبة منظمة أنقذوا الأطفال (البريطانية) في الدنمارك، أن سلطات البلاد ألغت تصاريح إقامة قرابة 70 طفلا سوريا.
وتحتضن الدنمارك قرابة 5 آلاف لاجئ سوري يحملون صفة “طالب لجوء مؤقت” وفقا للفقرة الثالثة من المادة 7 لقانون الأجانب في البلاد، بينهم نحو 1200 من دمشق وريفها.
فيما يبلغ إجمالي اللاجئين السوريين الواصلين إلى الدنمارك منذ 2011 حتى مطلع العام الحالي، 32 ألفا و62، بينهم 21 ألفا و40 في عمر 18 وما فوق.