مركز دراسات يكشف أسباب الهجوم الجوي الروسي في عفرين
اعتبر مركز “جسور للدراسات” في تقرير له، أن قصف الطائرات الحربية الروسية لإحدى معسكرات فصيل “فيلق الشام” التابع للجبهة الوطنية للتحرير في مدينة عفرين في الـ 31 من آب، يحمل أهمية كبيرة باعتبار الفصيل الأكثر تنسيقاً مع الجانب التركي بعيد التدخل العسكري التركي في سوريا.
ورجح المركز أن التصعيد الروسي في منطقة عفرين يحمل رسائل روسية للجانب التركي، بالتزامن مع مواصلة الأخير للضربات الجوية والمدفعية على مواقع تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ضمن مناطق النفوذ الروسي شمال شرقي سوريا، لا سيما وأن الأخير ينفذ سلسلة من الاغتيالات بحق قيادات في قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار المركز إلى، أن الجانب التركي يهدف من خلال عملياته العسكرية الضغط على روسيا للالتزام بوعودها التي قطعتها في قمة “سوتشي” أواخر 2019، واعتبر المركز، أن الهجوم الجوي في عفرين بمثابة رسالة مفادها أن روسيا لديها الكثير من أوراق الضغط الفعالة على تركيا.
وتنص مخرجات قمة مؤتمر “سوتشي” عام 2019، على إبعاد قوات سوريا الديمقراطية بعمق 30 كيلو متراً عن الحدود التركية من قبل القوات الروسية، وإنشاء ممر آمن على جانبي طريق الـ M4 الدولي بعرض 6 كيلومترات، إلا أن كلا البندين لم يتم تنفيذيهما حتى الآن، وهو ما يدفع الجانبين للتصعيد، بحسب مركز “جسور”.
وشنت الطائرات الحربية الروسية في الـ 31 من آب الفائت، معسكراً لفصيل “فيلق الشام” التابع للجبهة الوطنية للتحرير في منطقة “غصن الزيتون” في ريف مدينة عفرين، في تطور هو الأول من نوعه منذ سيطرة الجيشان التركي والوطني السوري عليها في العام 2018.
وبحسب مصادر عسكرية في “فيلق الشام”، فأن الهجوم الجوي الروسي لم يسفر عن إصابات أو أضرار بين صفوف مقاتلي الفصيل.
وليست المرة الأولى التي تستهدف فيه الطائرات الحربية الروسية مقرات تتبع للفصيل المقرب من الجانب التركي، إذ استهدفت معسكراً للأخير في ريف إدلب الغربي في تشرين الأول عام 2020، أدى إلى مقتل العشرات وإصابات آخرين.
ويعتبر الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين، أن التصعيد الروسي باستهداف مناطق النفوذ التركي في شمال غربي سوريا، رسالة واضحة من قبل الأول على تصميمه بضرب جميع الاتفاقيات السابقة مع الجانب التركي بعرض الحائط وخلط الأوراق في المنطقة لتحصيل مكاسب عسكرية وسياسية لروسيا.