تقرير ألماني يُشيد بتفوق “بيرقدار التركية” في سوريا وليبيا
أشاد تقرير في صحيفة “دي فيلت” الألمانية واسعة الانتشار، بالإنجازات التي تحققها تركيا في المجال العسكري بعد أن أصبحت واحدة من الدول الرائدة عالميًا في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة المسلحة.
ووصف التقرير الذي حمل عنوان “TB2 التركية تحقق ثورة في الحروب”، طائرات “بيرقدار تي بي 2” التركية بأنها رخيصة السعر وفتاكة، لافتاً إلى أن تركيا أصبحت واحدة من الدول الرائدة في تكنولوجيا الطائرات المسيرة المسلحة، ونجحت استرتيجيتها في هذا الصدد في تغيير ميزان القوى العسكرية في الشرق الأوسط لصالح أنقرة بشكل ملحوظ.
وقارن التقرير بين الطائرة المسيرة “MQ-9 Reaper” الأمريكية، وطائرة “TB2” التركية، وأكد أن الطائرة التركية تستطيع كما نظيرتها الأمريكية التحليق لأكثر من 24 ساعة في الأجواء، ورصد وقصف الأهداف، لكن تركيا تنتهج استراتيجية مختلفة تمامًا في هذا المجال.
ولفت إلى أن الجيش التركي يستخدم هذا الطراز من الطائرات في ساحات المعارك بطريقة راديكالية ومكثفة أكثر من الأمريكيين، وعلى شكل أساطيل، وأوضح أنه “على سبيل المثال، تحول أسطول الطائرات المسيرة المسلحة التركية في سوريا، إلى قوة جوية كبيرة، ويتم استخدام هذه الطائرات في ليبيا أيضًا وتحقق نجاحات عسكرية لتركيا”.
وأردف: “توفر تي بي2 ميزات عديدة في وقت واحد، فهي لا تخطئ الهدف، ورخيصة السعر وفتاكة. وبينما تبلغ تكلفة طائرة واحدة من Reaper الأمريكية 16 مليون دولار، تبلغ تكلفة TB2 التركية 6 ملايين دولار فقط”.
كما أشار إلى استخدام تركيا في طائراتها المسيرة صواريخ من طراز “MAM-L” الصغيرة التي يمكن التحكم بها، والقادرة حتى على اختراق الدروع، وبيّن أن هذا النوع من الطائرات المسيرة تتيح للدول الأقل ثراء، إمكانية تحدي القوى العسكرية الكبرى نظرًا لانخفاض تكلفتها.
وتطرق التقرير إلى إقبال دول أخرى على شراء الطائرات المسيرة المسلحة من تركيا، مشيرًا إلى اتفاقية أبرمتها الأخيرة مع أوكرانيا العام الماضي لبيعها 12 طائرة من طراز “TB2″، وجرى تسليم 6 منها.
وأكّدت الصحيفة على أن تركيا لم تتحول إلى “قوة عظمى في الطائرات المسيرة” فحسب، بل قامت في نفس الوقت بتسريع استخدام هذه الطائرات في عموم العالم، وقالت إن قلة قليلة من الدول تمتلك اليوم طائرات مسيرة مسلحة، من بينها فرنسا والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.
وأشارت إلى أن سلجوق بيرقدار (41 عامًا)، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقف وراء تطوير وإنتاج الطائرات المسيرة المسلحة، وهو من الذين درسوا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة، وذكرت بأن بيرقدار يشرف حاليًا على تطوير الطائرة المسيرة الهجومية “أقنجي”.
وكانت كشفت التطورات الميدانية الأخيرة في إدلب، مع بدء تركيا لأول مرة توجيه ضربات جوية لمواقع قوات نظام الاسد وحلفائه، عن تفوق كبير لطائرة “بيرقدار” التركية المسيرة، على السلاح الروسي، الذي يمتلكه النظام والميليشيات التي تقاتل معه.
وبثت عشرات الفيديوهات المصورة جواً لعمليات استهداف المسيرة “بيرقدار” لدبابات وراجمات ومنظومات دفاع جوي روسية تمتلكها قوات النظام، تمكنت تلك المسيرة محلية الصنع في تركيا، من تدميرها وحتى تفادي كشفها لاسيما مع استهداف منظومات الدفاع الجوي التي من المفترض أن تكشف المسيرة قبل تعرضها للاستهداف.
وتتمتع “بيرقدار TB2” بإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف خلال الليل والنهار. إذ تعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها بالأجواء، فضلا عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر وصواريخ محمولة على متنها.