بطولة أوروبا تشهد منافسة مفتوحة على اللقب بعد تعثر منتخبات كبيرة
باتت المنافسة في بطولة أوروبا لكرة القدم (يورو 2020) مفتوحة على اللقب مع دخولها دور خروج المغلوب بعد مرحلة مجموعات صعبة تعثرت خلالها 5 منتخبات كبيرة، وشهدت قوتان سابقتان في عالم كرة القدم صحوة.
وقدم منتخبا إيطاليا وهولندا، وكلاهما أخفق في التأهل لكأس العالم 2018، مباريات رائعة وكانا من 3 فرق فقط فازت في كل مبارياتها في دور المجموعات.
وكان منتخب بلجيكا، الذي يتصدر تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، الفريق الآخر البارز الذي ارتقى لمستوى التوقعات وحصد النقاط التسع كاملة.
وعلى العكس لم تكن فرنسا بطلة العالم في مستوى الطموحات، وكانت طرفا في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة حين تعادلت 1-1 مع المجر، بينما عانت ألمانيا غريمتها في المجموعة السادسة أيضا أمام المجر أيضا، قبل أن تخطف التعادل 2-2 وتتأهل إلى دور الـ 16، وتتجنب خروجا مخيبا آخر من بطولة كبرى.
وعانى المزيد من المنتخبات الكبيرة مثل البرتغال حاملة اللقب، التي خسرت 4-2 أمام ألمانيا، واحتاجت إلى أهداف متأخرة للفوز على المجر.
وتعرض منتخب إسبانيا الفائز ببطولة أوروبا 2008 و2012 لصيحات استهجان من جماهير غاضبة بعد التعادل في أول مباراتين؛ مما دفع رفائيل فان دير فارت، لاعب منتخب هولندا السابق، إلى السخرية من أداء بطل العالم السابق، واصفا إياه بـ “المريع” قبل أن تتغير الصورة قليلا بفوز كبير بخماسية بدون رد على سلوفاكيا.
وواجه غاريث ساوثغيت، مدرب إنجلترا، أيضا انتقادات بسبب طريقة لعبه الحذرة، خاصة في التعادل السلبي مع أسكتلندا، بينما قدم قائده هاري كين بطولة للنسيان، ولم يهز الشباك حتى الآن.
وقال ديفيد جينولا، لاعب منتخب فرنسا السابق لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC) “من الصعب توقع المنتخب الذي سيفوز ببطولة أوروبا الحالية؛ لأنه في بعض الأحيان يقدم أحد المنتخبات عروضا قوية على عكس التوقعات”.
وأضاف “لكن في هذه المرحلة يصعب التكهن؛ لأن الجميع تقريبا في المستوى نفسه، ولم يصل أي فريق إلى قمة مستواه حتى الآن”.
وكان منتخب إيطاليا أفضل فريق إجمالا حتى الآن، بفضل التحول الخططي الرائع للمدرب روبرتو مانشيني، الذي قام بتغيير الطريقة الدفاعية الشهيرة للفريق إلى الضغط بشكل لا هوادة فيه على المنافس، مع قدرة لاعبيه على التسجيل من كافة المراكز.
واستفادت إيطاليا من بعض المواجهات السهلة أيضا، ويبدو أنها في طريقها لعبور النمسا، وبلوغ دور الثمانية، حيث تقف البرتغال أو بلجيكا في طريقها.
وقد ينطبق الكلام نفسه على هولندا، التي تتصدر هدافي البطولة برصيد 8 أهداف؛ لكنها بدت بعيدة عن مستواها دفاعيا، ووقف الحظ معها لعدم استقبال أهداف أمام مقدونيا الشمالية الضعيفة.
وتنتظر هولندا أيضا مواجهة سهلة في دور خروج المغلوب، حيث ستواجه التشيك على أمل مواجهة الفائز من ويلز والدانمارك بعد ذلك في دور الثمانية.
وستتركز الأضواء على مواجهتين في دور الـ16، عندما تلعب إنجلترا مع ألمانيا في تكرار لمواجهة الدور قبل النهائي في 1996 في ويمبلي، بينما تلتقي البرتغال مع بلجيكا في موقعة بين اثنين من أفضل المهاجمين في البطولة روميلو لوكاكو وكريستيانو رونالدو.
وستكون مباراة إسبانيا وكرواتيا ممتعة أيضا، حيث أثبت لوكا مودريتش قدراته الكبيرة في آخر مباراة أمام أسكتلندا، رغم أنه في 35 من عمره، وسيتطلع لمواجهة العديد من اللاعبين المنافسين في الدوري الإسباني.