روسيا تعيد تجميع صفوفها.. وباحثون يتسألون عم يجري في الكرملين
أوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن حوالي خُمس القوات الروسية حول كييف تتحرك شمالا من العاصمة الأوكرانية باتجاه بيلاروسيا، ويُعتقد أنهم في طريقهم لإعادة الإمداد وإعادة تجميع صفوفهم من أجل عمليات نشر محتملة في أماكن أخرى في أوكرانيا.
يأتي ذلك على الرغم من تعهد موسكو بتقليل الهجمات في أوكرانيا، حيث لا تزال العاصمة كييف ومدينة تشيرنهيف تتعرضان إلى القصف.
وأكد البنتاغون، أن عمليات إعادة “التركيز الروسي على المناطق الشرقية يشكل ضغطاً جديداً على اللوجستيات المتوترة لجيشها”.
ويدفع التخبط اللوجستي الواضح على القوات الروسية الباحثين للتساؤل عن حقيقة ما يجري في الكرملين.
وتقول الباحثة في معهد بروكينغز للدراسات، أنجيلا ستانت، إن “علينا أن نسأل ما مدى دقة المعلومات التي يحصل عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأضافت في مقال منشور على موقع المعهد “يتساءل المرء عما إذا كانوا سينتقلون إلى أوديسا في مرحلة ما في المستقبل القريب، وإذا أرادوا إضعاف أوكرانيا، فمن الواضح أنهم فعلوا ذلك”.
وأوضحت أنه “لا يمكن لأي حكومة عميلة أن تستمر عندما تنسحب القوات الروسية، وليس من الواضح ما إذا كان بإمكانهم الاستيلاء على كييف”.
ومن جهته قال الباحث في بروكينغز، ستيفن بايفر، إن “الرئيس الأوكراني وحكومته والبرلمان “يواصلون العمل بتحدٍ” في العاصمة كييف”.
ولفت، إلى أن كييف قد تكون قدمت كل ما تستطيع تقديمه من التنازلات بالفعل، مضيفا “أعتقد أنه بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، فإن هذا يشكل تهديداً وجودياً تقريباً”.
بينما يقول الباحث في بروكنز، جيمس غولدجير، “من الواضح أن بوتين لا يهتم بقتل المدنيين، ولذا أعتقد أنه يمكننا أن نتوقع استمرار موت المزيد منهم”.
وحذر غولدجير من أن هذا سيزيد الضغط على الناتو لفعل المزيد، مضيفاً “في هذه المرحلة، إذا كان الهدف هو إرسال معدات لمساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم دون أن يكون لدى الدول الأعضاء في الناتو قوات تتعامل مباشرة مع القوات الروسية، فستكون هناك حدود لما يمكن أن يفعله الناتو”.
فيما قالت زميلته الباحثة، سيليا بين، إن “ما رأيناه خلال الأسابيع القليلة الماضية هو وحدة ساحقة تخرج من أوروبا، ليس فقط على مستوى الاتحاد الأوروبي”.
وأضافت، “كل الصور التي تخرج من منطقة الحرب الأوكرانية، والوضع الرهيب لسكان ماريوبول، وهروب المجتمعات اليهودية، تستعيد ذكريات”
وتتعرض مدن أوكرانية، مثل ماريوبول، إلى دمار عنيف، حيث مسحت شوارع كاملة وسويت مبانيها بالأرض نتيجة القصف الروسي، ومع أن القصف مستمر على أوكرانيا، قالت موسكو وكييف إنهما توصلتا لتقدم في مباحثات السلام التي عقدت في تركيا.