ناشيونال إنترست: لم يعد الوجود الأمريكي في سوريا مجديًا بل تحول لنقطة ضعف
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، إن الوضع الراهن في سوريا، جعل الوجود الأمريكي المستمر محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد.
واعتبرت المجلة أن تبرير وجود القوات الأمريكية بعد إعلان هزيمة تنظيم الدولة، أصبح مشوشاً بشكل متزايد، وتجاوز الغرض المقصود منه.
ولفت المجلة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، أوقفت العمليات ضد تنظيم الدولة بعد التصعيد التركي في أعقاب تفجير إسطنبول، متسائلة: “لماذا يجب أن تكون واشنطن مستعدة للمخاطرة بمئات القوات الأمريكية لمحاربة عدو هو في الأساس من الأنواع المهددة بالانقراض؟”.
واعتبرت المجلة أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، ليس اعترافاً بالهزيمة، لكنه يقر بأن عقداً من التكتيكات غير المثمرة لم تحقق أهدافها في سوريا، مشيرة إلى أن واجب واشنطن تجاه الشعب الأمريكي، إنهاء مهمة ذات نهايات مشكوك فيها وغير مدروسة.
وأشارت المجلة، إلى أن سوريا ليست مصلحة أساسية للولايات المتحدة، لكنها جزء من شبكة الردع الإيرانية ومرتبطة دينياً بالمؤسسة الشيعية في طهران، محذرة من أن إيران مستعدة للمخاطرة أكثر بكثير للحفاظ على نفوذها في سوريا.
وكانت طرحت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية في تقرير لها، تساؤلاً عن جدوى بقاء القوات الأميركية في سوريا، وإن كان من الضروري للوجود العسكري الأميركي أن يبقى من هذا البلد، معتبرة أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا لم يعد مجدياً من الناحية الاستراتيجية، بل تحول “لنقطة ضعف”.
وقالت المجلة، إن المخاطر التي تحيط بالقوات الأميركية تزيد يوماً بعد آخر، “وتوهن موقف المساومة الأميركي بدلاً من أن تقويه، وذلك بالنسبة لما يمكن الحصول عليه من قبل الأسد وروسيا مقابل رحيل أميركا”.
ولفت التقرير، إلى أن على واشنطن أن تركز بعملية التفاوض على مخرج يضمن لها اثنتين من مصالحها الأساسية في سوريا، وهما: الوصول الأميركي إلى الأجواء السورية، وتأمين السوريين الذين حاربوا إلى جانب القوات الأميركية لدحر تنظيم الدولة.
وأكد على أن يواصل الجيش الأميركي استهداف قياديي تنظيم الدولة عبر الطائرات المسيرة والغارات الجوية، “بعد أن أثبت هذا الأسلوب فعاليته من قبل في مناطق سورية كان للقوات الأميركية فيها وجود فعلي على الأرض”.
ونبه تقرير المجلة من مغبة اتخاذ قرار الخروج بلا تنسيق، معتبراً أن “فالنتيجة التي يرجح ظهورها هي حملة عسكرية تركية تهدف لتحقيق الأهداف المعلنة لأردوغان، وقد يتسبب ذلك بتخريب لا يمكن إصلاحه للعلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية”.
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن الوقت قد حان حتى تقوم واشنطن بسحب قواتها من هناك، “بما أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا لم يعد مجدياً من الناحية الاستراتيجية، بل تحول لنقطة ضعف”.