تقرير للشبكة السورية يثبت مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم بالأسلحة العنقودية على مخيمات شمالي سوريا
أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” اليوم الثلاثاء، تقريراً بعنوان “تحقيق يثبت مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم بالذخائر العنقودية على تجمع للمخيمات شمال غرب مدينة إدلب”، وأكدت فيه أن روسيا دعمت نظام الأسد في هذا الهجوم.
وأثبت التقرير مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم، وعلى تلقيه الدعم اللوجستي من القوات الروسية في هذا الهجوم، وأكد أن استخدام نظام الأسد لذخائر عنقودية يُعتبر انتهاكاً لكل من مبدأي التمييز والتناسب في القانون الدولي الإنساني، ويعتبر بمثابة جريمة حرب.
وأكد التقرير، أن عمليات القصف على مخيمات النازحين والتجمعات المدنية تسببت في نشر حالة من الإرهاب والخوف بين المشردين وفاقمت بشكل صارخ من أوضاعهم الإنسانية الكارثية التي تعاني أصلاً من تدهور من ناحية الاستجابة الإنسانية الأولية.
وطالب التقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحميل نظام الأسد وروسيا المسؤولية عن هذا الهجوم، والضغط على مجلس الأمن للتحرك لحماية المدنيين السوريين، ومنع إفلات روسيا من العقاب كونها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن. كما طالب نظام الأسد بالتوقف عن قتل المواطنين السوريين والالتزام بالدستور السوري والقانون الدولي.
وشدد التقرير، على ضرورة إصدار مجلس الأمن قرار خاص بحظر استخدام الذخائر العنقودية في سوريا على غرار حظر استخدام الأسلحة الكيميائية ويتضمَّن نقاطاً لكيفية نزع مخلفات تلك الأسلحة الخطيرة.
وبيّن التقرير، أن الهجوم حصل في المنطقة الجبلية الواقعة في الجهة الغربية والشمالية الغربية من مدينة إدلب والتي تتوزع فيها مجموعة من المخيمات أبرزها: مرام، وطن، وادي خالد، محطة المياه/ كفر روحين، مورين، الإيمان/ كفر روحين، بعيبة.
وذكر التقرير، أن راجمة صواريخ متمركزة في منطقة خاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، رجح أنه مطار النيرب العسكري في مدينة حلب، أطلقت باستخدام نظام إطلاق صواريخ BM-27URGAN عيار 220 ملم، صواريخ من نمط 9M27K1 تحمل ذخائر فرعية من نمط 9N235، ورجح من خلال رصد مخلفات الهجوم أن عددها ثمانية صواريخ، انفجرت تباعاً في سماء المنطقة الجبلية المكتظة بالمخيمات، شمال غرب وغرب مدينة إدلب، ومنطقة أحراش الباسل.
ووثق التقرير، مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً، يتوزعون إلى 9 مدنيين بينهم أربعة أطفال وسيدتين وجنين، ومقاتلين اثنين من عناصر هيئة تحرير الشام توفيا جراء الهجوم العنقودي على المعسكرات في منطقة أحراش الباسل، وإصابة ما يقارب 75 شخصاً آخرين غالبيتهم العظمى من المدنيين، وقع العدد الأكبر من الضحايا القتلى في مخيم مرام للنازحين، مشيراً إلى نزوح قرابة 7500 مدنياً جراء هذا الهجوم.
وحدد التقرير، انتشار مخلفات القصف في 29 موقعاً سقطت فيها مخلفات الصواريخ العنقودية، 26 من هذه المواقع توزعت في أربعة مخيمات واقعة في منطقة انتشار مخلفات الهجوم بالذخائر العنقودية هي “مرام، وادي خالد، محطة المياه/ كفر روحين، مورين” وإصابتها بأضرار مادية متفاوتة، وكان مخيم مرام هو الأكثر تضرراً جراء الهجوم، كما استعرض الأضرار التي لحقت بالمخيمات.
واعتمد التقرير، على المنهج الاستقصائي كمنهج معتمد في التحقيق، وهو منهج يعتمد على جمع واستقراء الدلائل والحجج والشهادات وذكر أنَّ التحقيق في هجمات الذخائر العنقودية يعتبر ذو طبيعة مختلفة عن التحقيق في هجمات بأسلحة أخرى، نظراً لطبيعة السلاح المستخدم وآلية انفجاره وانتشاره في مساحة شاسعة.