منظمات حقوقية: لا يوجد مكان آمن في سوريا لعودة اللاجئين السوريين
أصدرت 7 منظمات إنسانية وحقوقية بياناً مشتركاً بشأن التحريض ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وترحيلهم إلى بلادهم.
وقالت المنظمات السبع في بيانها، “لا يوجد مكان في سوريا يمكن وصفه بأنه آمن لعودة اللاجئين”، مشيرة إلى أن التقارير الأممية تؤكد أن الظروف في سوريا غير مناسبة لعودة كريمة وآمنة.
ووقع البيان كل من الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، والمركز اللبناني لحقوق الإنسان، ومنظمة اللاجئين الدولية، ومنظمة باكس الهولندية، ومنظمة 11.11.11 وهي هي تحالف لمنظمات غير حكومية ونقابات وحركات ومجموعات التضامن في إقليم فلاندرز (الجزء الشمالي من بلجيكا الناطقة باللغة الهولندية).
وأوضح البيان، إنه منذ زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى بيروت مطلع الشهر الجاري، وإعلانها عن تقديم حزمة مساعدات للبنان للحد من تدفق المهاجرين، ضاعفت السلطات اللبنانية من الضغوط المفروضة على السوريين، وسنّت سياسات جديدة تدفع المزيد منهم إلى مغادرة البلاد.
وذكر أن المديرية العامة للأمن اللبناني أصدرت، في 8 من الشهر الحالي، مجموعة من التعليمات الجديدة بخصوص السوريين، تنص على استئناف عمليات “العودة الطوعية”، ووقف العمل بمنح أو تجديد إقامات بموجب عقد إيجار سكن، وتعديل شروط تجديد الإقامات بموجب كفالة مالية، وإقفال كل المؤسسات والمحال المخالفة التي يديرها أو يستثمرها سوريون.
كما طالبت المديرية من المواطنين عدم تشغيل أو إيواء أو تأمين سكن لسوريين مقيمين بطريقة غير شرعية في لبنان، وعدم السماح للاجئين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة بممارسة أي عمل مأجور من خارج قطاعات العمل المحددة لهم.
وأكد البيان، أنه منذ التاسع من الشهر الجاري تم تنفيذ عشرات الاقتحامات والاعتقالات في مختلف أنحاء لبنان.
وبحسب البيان، فأن 83% من السوريين في لبنان لا يستطيعون استخراج إذن إقامة قانوني، كما أن الحكومة اللبنانية تعتبر أن وجود أي سوري دخل لبنان بطريقة غير نظامية بعد نيسان 2019 وجوداً غير قانوني، ما يعني أن مئات آلاف السوريين يواجهون خطر الترحيل القسري إلى سوريا.
ودعا البيان، الدول المانحة على تحمل مسؤولياتها واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين وضع اللاجئين السوريين في لبنان، والقيام بما يلزم من تحريات لضمان عدم استخدام ما يتم تقديمه من مساعدات في ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
كما طالب المانحون الدوليون استغلال مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة لتوفير تمويل إضافي لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في لبنان، في ظل الأوضاع المتدهورة في البلاد، والعمل على إعادة توطين أعداد أكبر من السوريين في لبنان في أوروبا والولايات المتحدة.
وأشار البيان، إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين تمّت إعادة توطينهم في الاتحاد الأوروبي لم يتجاوز 2800 لاجئ في عام 2023، أي ما نسبته 1% فقط من التعداد الكلي للاجئين السوريين في لبنان. وطالبت المنظمات السبع في ختام بيانهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهم من الدول المانحة، بإيصال رسالة واضحة مفادها أن “انتهاك مبدأ عدم الإعادة القسرية سيكون له تبعات جادة على العلاقات الثنائية بين هذه البلدان وبين لبنان”.