المعتقلون في سوريا.. صرخات خافتة وألم خلف القضبان
اعتمد نظام الأسد في سورية سياسة الاعتقال التعسفي منذ تسلمه السلطة في بداية عام 1970 وبدأ في ذلك الحين حافظ الأسد بالأشخاص الذين ساندوه في الوصول الى كرسي السلطة، وبدأ بإنشاء أفرع الأمن وتطبيق نظام الطوارئ على الشعب وتضيق الخناق على المدنيين، من خلال تشكيل جماعات مقربة منهم تقوم باعتقال كل من يمس سيادة العائلة الحاكمة والمقربين منها وكل من يخصها.
وامتلأت المعتقلات بالمدنيين والعسكريين وكل من يخالف أمر الحاكم وذلك عن طريق الأجهزة المخابراتية التي كانت مهمتها الأساسية هي مراقبة الشعب وملاحقته.
واستمر هذا الجهاز الأمني الخانق في عهد رئيس نظام الأسد الحالي، ولم يتغير أي شيء فالحكم والتفكير ذاته ونفس القائمين عليه، حكم جبري قائم على الاستعباد وظلم البشر، تهمة الإرهاب والمس بسيادة أمن الوطن هي مصير كل من يقول كلمة لا.
انطلقت ثورة الشعب ثورة الكرامة وأُطلِقَ اللسان وبدأت الشعارات والهتافات بكلمات تنافي كل ما يعملون لأجله، فلم يستطع النظام أن يرى أحداً يخالفه ويطالب بحريته، بدأ بحملات اعتقال تعسفية كبيرة شملت كل الأشخاص الذين ينتمون الى المناطق الثائرة.
فالجامعات والدوائر الحكومية والطرقات والمساجد كلها أصبحت محرمة على من ثار ليحرر لسانه ونفسه من الاستعباد.
امتلأت السجون وأقبية الفروع وساحات الملاعب بالمدنيين، وبدأ الحقد المركون في نفوس الموالين لحكم الأسد، يظهر على أجساد المعتقلين وفي صرخات المعتقلات.
أكثر من مليون معتقل منهم ما يقارب مائة ألف امرأة وطفل يقبعون في السجون يمارس عليهم اشد أنواع العذاب، واغتصاب النساء وتجويع وصرخات تملأ أرجاء المكان وألم يسكن داخل زنزانات، حقد مدفون منذ زمن، وسط عمليات تصفية عرقية ومنهجية بحقهم، فإما أن تموت جوعاً وعطشاً وإما ان تموت تحت التعذيب وإما ان تموت قهراً من كل هذا فالمهم أن تموت ويبقى جلادك.
كان المعتقلون الفريسة الأضعف في كل الأمور فكلما انهزمت قوات نظام الأسد في موقع، كان الحقد يصب على المعتقلين بتصفية المزيد واغتصاب الحرائر وزيادة التعذيب.
لم يستطع المجتمع الدولي ولا المنظمات الحقوقية، أن تخفف من ألمهم رغم كل التقارير والصور المثبتة التي أفادت بممارسة كل أنواع الحقد بحقهم.
حكم الأسد ضرب كل القرارات الدولية بعرض الحائط واستمر باعتقال المزيد من المدنيين وقتل آخرين داخل المعتقلات فكانوا لقمة سائغة في فم كل حاقد على الثورة ومن تخاذل ضدها، فلا جلادهم يرحمهم ولا من في الخارج يسمعهم.
محمد سعيد العباس (ادلب، كفرنبل)