البشير والأسد…عندما تتلاقى مجاري الخبث بعد وقت طويل
فجأة ودون سابق انزار وبعد تصريحاتٍ نارية لرئيس جمهورية السودان عمر حسن البشير تجاه رأس نظام الحكم في سوريا بشار الأسد ونظامه، طائرة روسية من نوع tu-l54 تحط على مطار دمشق الدولي، وعلى متنها الرئيس السوداني عمر حسن البشير رفقة وزير خارجيته أسامة الفيصل.
زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس عربي الى سوريا منذ اندلاع الثورة السورية مطلع عام 2011.
زيارة مفاجئة جاءت بعد سيل من التصريحات النارية للبشير تجاه نظام اﻷسد، حيث هدد في وقت سابق بإرسال جيش عرمرم أوله على تخوم دمشق وآخره في الخرطوم للقضاء على نظام حكم وصفه بالظالم لشعبه، كما أعقب البشير تصريحه بتصريح أشد قسوة تجاه اﻷسد حيث صرح بأن اﻷسد لن يرحل بل سيقتل.
أقوال طبقت منذ أيام على أرض الواقع وتصريحات انقلبت رأسا على عقب بزيارة للأخير لنظيره اﻷسد في دمشق، حيث لم يكتفي البشير بالزيارة لوحده بل طالب جميع الدول العربية بالوقوف الى جانب سوريا ورأس نظامها كما دعا لعودتها إلى ممارسة دورها القيادي والمحوري على حد وصفه.
تصريحات فاجأت الكثيرين عن الدور الذي طلبه البشير من نظام اﻷسد قيادته، هل هو الاجرام بحق الشعوب وإذاقته الويلات لعقود أم هو دور العمالة لإيران وروسيا ام هو دور الممانعة لدولة إسرائيل الذي تغنى به لعقود والذي تجلى بأبها حلله منذ انطلاقة الثورة السورية بقصف متكرر استهدف مضاجع الأخير هنا وهناك دون أن يحرك ساكنا.
تصريحات فاجأت الكثيرين لكنها لم تفاجئ السوريين لا سيما أنها جاءت من رئيس أذاق شعبه ويلات الظلم والقهر والتجويع والتشريد لعقود عدة وارتكب بحقه أبشع المجازر عدى عن الملاحقات اﻷمنية لكل من عارضه على غرار نظيره اﻷسد.
بالرغم من قصر الزيارة إلا أنها فتحت سيلا من التساؤلات عن سببها ووقتها وفحواها، حيث تباينت آراء المحللين والنقاد عن أسبابها والدوافع الخفية التي تقف وراء تلك الزيارة، لا سيما أن السودان كانت من أبرز الدول المقاطعة لنظام اﻷسد.
فالبعض ارجع زيارة البشير إلى سوريا ووصفه بساعي البريد بين دول الخليج وسوريا، تمهيدا لطي صفحة الماضي بإعادة التطبيع مع نظام الأسد وإعادة فتح سفاراتها المغلقة في دمشق، إضافةً لإعادة العضوية للأخير لدى جامعة الدول العربية، كما ذهب البعض لاعتبار زيارة البشير لسوريا زيارة لطهران التي مشت على أشلاء السوريين بصفتها المتحكم بالشأن السوري ككل وبصفتها الحليف اﻷول لرأس النظام.
بينما أكد البشير لدى عودته الى الخرطوم بان الهدف من الزيارة كان لم الصف العربي وتمتين وحدة الدول العربية للوقوف بوجه إسرائيل.
زيارة البشير لسوريا وتصريحاته الأخيرة أخرجت الشارع السوداني عن طوره وخرج يندد بسياسة حكومته ويطالب بإسقاطها.
يذكر أنه في تشرين الثاني من عام 2011 خرجت غالبية الدول العربية بقرار ينص على تعليق أنشطة سوريا لدى جامعة الدول العربية إضافة لإغلاق غالبية الدول العربية سفاراتها في دمشق وقطع كافة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا بما فيها دولة السودان ودول الخليج التي كانت لها التصاريح الأشد حدة تجاه الأسد على مر الثورة السورية.
حسن الحسين (كفرنبل_إدلب)