إقبال عربي ويوناني.. لاجئات سوريات يبتكرن “مصدر دخل” جديد لمساعدة عائلاتهن!
ابتكرت مجموعة من اللاجئات السوريات في اليونان مصدر دخل جديد لمساعدة عائلاتهن عبر إعداد وجبات من الأطعمة السورية الشهيرة للمطاعم المحلية والعربية نالت إعجاب السكان المحليين والمهاجرين في العاصمة أثينا على حد سواء.
وروت اللاجئة السورية أم مالك لأورينت نت، حكاية العمل الجديد، موضحة أن الهدف كان من الفكرة هو فقط، مساعدة زوجها بالمصاريف عبر إعداد بعض الأطعمة السورية وتسويقها الكترونيا ونشر صورها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “فيسبوك” ضمن مجموعات اللاجئين العرب في اليونان وغيرها من المجموعات معتمدة على أبناء سوريا بأكلات بلادهم إلى جانب شهرة الأطعمة السورية بين العرب والمهارة في إعداد الطبخات المشهورة.
وتابعت، عندما أعدت “أم مالك” الكبة والمحاشي، التي تشتهر بها مدينتها حلب إلى جانب وورق العنب والكبسة والسجقات وبالإضافة للسمبوسك ونشرت صورها على شبكت الانترنت، كانت تفكر فقط بالمشاركة بتغطية حاجات منزلها وأولادها من خلال بيع الوجبات المنزلية من هذه الطبخات الصعبة في المطاعم السورية والعربية، ولم تتوقع أن هذه الوجبات السورية ستدخل إلى المطاعم اليونانية، التي صارت تتصل لطلب الأطعمة وتلقى قبولا واسعا.
وتقول السيدة، التي قدمت قبل ثلاث سنوات إلى اليونان مع أسرتها المؤلفة من أربعة أفراد، إنهم فقدوا كل أموالهم حين جعلهم القدر ينتظرون كل هذه السنوات وطلبوا اللجوء في بلاد الإغريق عندما أرادوا استكمال طريقهم الى البلاد الأوروبية، فكان لزاما أن تبحث عن طريقة تساعد فيها أسرتها لتأمين المصاريف الباهظة للإقامة والمأكل والمشرب، لأنها لم تحصل على مساعدة مالية أو بالسكن من الحكومة اليونانية.
ويعمل زوج أم مالك في البناء طوال اليوم من السابعة صباحا حتى الخامسة مساء مقابل 20 يورو لتأمين قوت العائلة، التي تحتاج أكثر من ذلك بكثير لجهة أجرة المنزل والطعام والطبابة، لكنه أصبح يتلقى اتصالات المطاعم اليونانية والعربية على هاتفه لطلب أنواع الأطعمة المختلفة إضافة إلى الحلويات كالقطايف والهريسة.
وبدأ الكثير من النساء السوريات اللاجئات في اليونان بتقليد أم مالك للتخفيف من أعباء حياة اللجوء القاسية على أزواجهن وأفراد أسرهن في ظل عدم وجود منظمات داعمة للاجئين، فيبعن قطعة الكبة 0.70 يورو للمطاعم، أما قطعة السمبوسك فيأخذها المطعم بسعر 0.50 يورو، حيث تباع للزبائن كل 4 أقراص ب 5 يورو.
وفي حديثه عن إقبال اليونانيين على الطبخات والأكلات السورية، ذكر اللاجئ السوري خليل (27 عاما) أنه يقف أحيانا أمام المطعم العربي ساعة كاملة ليحصل على دوره بسبب كثرة الزبائن اليونانيين، بينهم رجال شرطة وإطفاء يشترون الفلافل أو الكبة كونها رخيصة ولذيذة فيأكل ثلاثة أشخاص وجبتهم بنحو 10 يورو.
وأشار إلى أن طلبات الشباب المقيمين بمفردهم تنحصر تقريبا بالحلويات المنزلية والكبسة والمحاشي لصعوبة إعداد ها في منازلهم.
ويعاني اللاجئون السوريون في اليونان، والبالغ عددهم بين 25-30 ألف شخص، من أوضاع اقتصادية واجتماعية قاسية، حيث ينتظر معظمهم منذ سنوات المرور إلى دول الاتحاد الأوروبي الغنية، في بيوت قديمة تفتقد للكثير من الخدمات، في ظل منع الكثير من المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات الإغاثية والطبية.