بحث علمي.. تذبذب محور دوران الأرض يزيد النشاط البركاني والزلزالي
جاء في بحث طبي جديد أنه توجد صلة بين تذبذب محور دوران الأرض وازدياد النشاط البركاني والزلزالي وبين كمية الصُهارة التي تندلع عند ثوران البراكين، وهذه النتيجة تم تأكيدها بعد أن طُبقت على بركان جبل “إتنا” في إيطاليا.
وبحسب الدراسة التي تم نشرها الشهر الماضي في دورية “جيرفيزكال ريسيرش ليترز”، فإن نشاط البرلمان الإيطالي مرتبط بالتغيرات الحادثة في طبيعة دوران الأرض، حيث أن النشاط الزلزالي وانفجارات الصُهارة عندما كان محور دوران الأرض بعيداً عن محوره الجغرافي.
والقطب الجغرافي هو أحد نقطتين في أي جسم دوار، ويدور هذا الجسم حول المحور الذي يصل بين هاتين النقطتين في حركة دورانية، مثل قطبي الأرض الشمالي والجنوبي.
أما الحركة القطبية للأرض فهي حركة اهتزازية بطيئة ناتجة عن تغير محور دوران الأرض، وهذا التغير صغير جدا لا يتجاوز الأمتار لفترات طويلة. ومع تذبذب الحركة القطبية، تجذب القوى التي تسحب الأرض مثل قوة الجاذبية بعيدا عن سحب الشمس للأرض، فتصبح عملية تغير محور الدوران أشبه بعملية المد والجزر.
كان العلماء قد لاحظوا منذ أكثر من 150 عاما أن قطبي الأرض ليسا ثابتين تماما، وأن هذا التذبذب في الحركة القطبية يتسبب في تشوّه القشرة الأرضية على مدار الفصول والسنوات.
وأثبت العلماء أن القطب الشمالي للأرض يتغيّر سنويا بقيمة تبلغ أمتارا عدة فوق سطح الأرض، وأن مكان القطب يتجه بمقدار 10 و12 مترا باتجاه 80° غربا كل 100 سنة، وهو ما يطلق عليه مصطلح الحركة القطبية.
وتشير الدراسة
الجديدة إلى أن تلك الحركة القطبية والتغيرات اللاحقة في القشرة الأرضية قد تزيد
من النشاط البركاني.
ويقول العالم الجيوفيزيائي في مرصد باريس بفرنسا والمؤلف الرئيسي للدراسة سيباستيان لامبرت “من المثير أن نعرف أنه في حين أن المناخ يدفع دوران الأرض، فإن دورانها أيضا يمكن أن يؤدي إلى إثارة البراكين والزلازل”.
ثم قارنا المسافة بين القطبين الجغرافي والدوراني في تزامنها مع تلك الأنشطة الزلزالية والبركانية، لتحديد ما إذا كان النشاط البركاني مرتبطا بتذبذب محور دوران الأرض.
واكتشف الباحثان أنه عادة ما يكون هناك ازدياد في الزلازل عندما يكون القطب الدوراني للأرض بعيدا عن المحور الجغرافي. وكشف الباحثان أيضا أن هناك صلة بين التباين الذي يحدث بين محور الدوران والمحور الجغرافي، وبين كمية الصهارة التي تندلع أثناء ثوران البركان.
ويقترح الباحثان تطبيق هذه النظرية على براكين أخرى، وقال سوتيلي “إن فحص البراكين في طوق النار منطقة الحزام الناري على سواحل المحيط الهادي وجزره لمعرفة ما إذا كان دوران الأرض يؤثر على نشاطها سيكون بالتأكيد أمرا مثيرا للاهتمام”.