خاص: خارجية نظام الأسد تنفي وجود لقاءات مع إسرائيل
نفت وزارة الخارجية التابعة لنظام الأسد، الإثنين الفائت، الأنباء التي نشرتها وكالات إعلام عربية حول اجتماعات بين نظام الأسد وإسرائيل.
ونقلت وسائل إعلامية بياناً أصدرته وزارة الخارجية التابعة لنظام الأسد ورد فيه ” سوريا تنفي بشكل قاطع الأنباء الكاذبة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام المأجورة حول حصول لقاءات سورية إسرائيلية في أي مكان”، معتبراً أن هذه الأنباء هي “محاولة فاشلة من هذه الصحف ومموليها” بهدف التشكيك بـ”المواقف المبدئية والثابتة” التي يتخذها نظام الأسد من إسرائيل.
وجاء في البيان أن نظام الأسد لايزال “واضحاً في سياسته، ويتخذ قراراتها بما يخدم المصلحة الوطنية والقضايا العادلة للأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتحرير كامل الجولان المحتل والأراضي العربية المحتلة وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة”.
يقول المحلل السياسي عبد الكريم العمر: “يحاول نظام الأسد منذ تأسيسه على إظهار نفسه للأخرين على أنه نظام وطني يحمي القضايا الوطنية والقومية، بينما من المعروف للكثيرين الطريقة التي احتُلَّ بها الجولان السوري، حيث أكد الكثيرون أن الجولان السوري تم تسليمه لإسرائيل دون مقاومة منهم وزير الإعلام السوري محمد الزعبي عام 1967 قال بتصريح في أحد اللقاءات إن الجولان السوري تم تسليمه من قبل حافظ الأسد دون قتال، وإن الجيش السوري انسحب قبل دخول أي جندي إسرائيلي إليها”.
وانتشر في العام الماضي تصريح لقيادي عسكري مصري كان قريب جدا من جمال عبد الناصر، كشف فيه أنه حافظ الأسد استلم مبلغ 100 مليون دولار أمريكي مقابل بيع الجولان لإسرائيل، حيث أنه زار سوريا رفقة أنور السادات الذي قال له إن هضبة الجولان تحتاج لأساطيل وقوة ضاربة لتحتله إلا أن حافظ سلمها لإسرائيل مقابل المبلغ المذكور.
ويضيف العمر “إن طبيعة الأنظمة المستبدة والشمولية تجبرها على تحويل الهزائم لانتصارات والتدمير لإعمار، فعندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية، بقصف مواقع لنظام الأسد في سوريا، كان الرد من نظام الأسد أنه ربط وموالوه حلقات الدبكة بالرغم من الضربة الأمريكية لسوريا!”.
وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام عربية ومحلية عن اجتماع في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، الشهر الماضي، جمع بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين برعاية روسية، تضمن بحث عدد من النقاط، بينها مطالبة تل أبيب بإخراج ميليشيات إيران من سوريا.
وبحسب العمر إن اللقاءات الإسرائيلية الجديدة ليست أمر جديد، فقد تمت لقاءات علنية بين رئيس هيئة الأركان مع نظيره أيهود باراك في عام 1993، أيضاً وليد المعلم عندما كان سفيراً في الولايات المتحدة أدار المفاوضات لفترة مع الإسرائيليين، وتوقفت المفاوضات لفترة لتعود بعد ذلك ويقودها فاروق الشرع أثناء توليه منصب وزير الخارجية مع أيهود باراك بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وامتدت لعدة أشهر لم ينتج عنها أي شيء.
كما تحدث الإعلام عن لقاءات سرية كانت تجري بين النظام وإسرائيل، والنظام كان ينفي ذلك باستمرار ويؤكد على مواقفه الخلّبية، وفي كل حادثت قصف لغزة أو في حرب لبنان، لم يحرك نظام الأسد ساكناً إلا أنه قد استخدم أبواقه الإعلامية للتأكيد على مواقفه الكاذبة من القضية الفلسطينية، وذلك لإظهار نفسه أمام مواليه أنه كما يدعي محور المقاومة والممانعة”.
من جهته أوضح “مركز الجسر للدراسات”، أنه حضر الاجتماع رئيس مكتب الأمن الوطني على مملوك، ومستشاره الخاص للشؤون الأمنية والاستراتيجية اللواء بسام حسن من وفد مسؤولي نظام الأسد، والجنرال الإسرائيلي غادي إيزنكوت من رئاسة هيئة الأركان، والجنرال السابق في الموساد آري بن ميناشي، وبحضور أليكساندر تشايكوف قائد القوات الروسية في سوريا.
والجدير بالذكر، أن الطيران الإسرائيلي، في 12 من كانون الثاني، قصف سلسلة من المستودعات والمواقع الميليشيات الإيرانية وقوات النظام، في مناطق متفرقة من محافظة دير الزور.
وفي تقريره السنوي، تحدث الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ 50 ضربة جوية في 2020، دون تحديد الأماكن المستهدفة.
وكشف مسؤول استخباراتي أمريكي عن علم وتنسيق الولايات المتحدة الأمريكية، قبل الهجوم الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية على دير الزور “نُفذت بمعلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية”.