لجنة التحقيق الدولية تؤكد تجاوزات نظام الأسد في درعا
قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا تقريرها إلى الدورة الثانية والأربعون لمجلس حقوق الإنسان، استعرضت فيه حالة حقوق الإنسان التي تتطلب اهتمام المجلس بها، ومن ضمنها عدة فقرات عن حالة حقوق الإنسان في محافظة درعا.
وقال مكتب توثيق الشهداء في درعا إن التقرير احتوى على عدة فقرات تتعلق بمحافظة درعا، وهي:
الفقرة 68 – لدى سيطرة قوات الأسد على محافظة درعا في أواخر تموز 2018، فرضت هذه القوات عملية “مصالحة” على المدنيين الذين قرروا البقاء في المنطقة، وكان مطلوباً من المدنيين التوقيع على قسم بالولاء حصلت اللجنة مؤخراً على نسخة منه، وتتضمن شروط القسم خروقاً عديدة لحقوق إنسان رئيسية، بما في ذلك الحق في التجمّع السلمي، وفضلاً عن ذلك، أُجبر المدنيون عن الكشف عن اسم أي شخص اختار الإجلاء من المنطقة، فضلاً عن معلومات الاتصال المفصَّلة لنشطاء حقوق الإنسان، وطوال النصف الثاني من عام 2018، توجهت إحدى اللجان إلى القرى في جميع أنحاء درعا من أجل حمل المدنيين على التوقيع على هذه الوثيقة، ولم يُتح للمدنيين سوى دقائق لقراءتها والتوقيع عليها.
الفقرة 69 – وفيما يتعلق ب “القوائم المطلوبة” التي جُمّعت إلى حد كبير على أساس المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها قوات الأسد بالطريقة المشروحة أعلاه، تلقّت اللجنة روايات عن حالات اختفاء قسري في جميع أنحاء محافظة درعا، كانت أغلبية ضحاياها من العاملين الإنسانيين الذين يُنظَر إليهم على أنهم “خانوا البلد” لتوثيقهم الهجمات التي شنتها قوات الأسد، وأشار العديد من الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إلى أن الفرقة المدرعة الرابعة لجيش نظام الأسد تسيطر على درعا.
الفقرة 70 – وابتداء من أواسط آذار، اعترى الغضب على نحو متزايد المدنيين في مدينتي درعا وطفس إزاء عمليات الاعتقال التعسفي الجماعي المذكورة أعلاه وقاموا بالاحتجاج، مطالبين بإطلاق سراحهم، ورداً على ذلك، أطلقت القوات الحكومية، في 23 و30 أيار وكذلك في 12 حزيران، سراح نحو 61 فرداً من السجن، وتجرى تحقيقات في هذا الصدد.
الفقرة 71 – وبالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية وحالات الاختفاء القسري، لا يزال الوضع الإنساني العام في درعا يبعث على الكآبة، فالخدمات والمرافق بما في ذلك الكهرباء والمياه والغاز غير متاحة للأغلبية الكاسحة من السكان، وفي معظم القرى، فإن اسطوانات الغاز إما أنها غير متاحة أو تباع بأسعار فاحشة، والكهرباء لا تُقدَّم إلا لفترة ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً، في حين أن المياه لا تُضخ إلا كل ثلاثة أيام وعندئذٍ لمدة بضع ساعات فقط وهو ما لا يكفي لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية.
الفقرة 72 – ولا يزال الأطفال في درعا يعيشون حالة ضعف حاد، وخاصة أطفال المدارس الابتدائية والثانوية، نظراً إلى تدفق التلاميذ العائدين إلى المحافظة، وقبل هذا التدفق، كانت المدارس في جميع أنحاء درعا تستوعب في المتوسط من 25 إلى 30 تلميذاً في الفصل الواحد، بيد أن هذه الأرقام قد تضاعفت في الآونة الأخيرة، وتأثّر كثير من المدارس بذلك، وبالإضافة إلى ذلك، فر العديد من المدرسين عندما سيطرت قوات الأسد على المنطقة في تموز 2018، تاركين خلفهم أفراداً غير مؤهلين للتدريس.