The New York Times: نظام الأمم المتحدة فشل في حماية المشافي في سوريا
لاقى نظام الأمم المتحدة لحماية المشافي في سوريا فشلاً كبيراً في تحقيق أهدافه وكان “مليئاً بالعيوب”، بحسب تحقيق أجرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
وتجاهلت كل من روسيا وقوات نظام الأسد النظام الأممي الذي يهدف لحماية المشافي والمواقع الإنسانية الأخرى في المناطق الخارجة عن سيطرتهم، مع حدوث أكثر من 69 هجمة منذ بدء التدخل الروسي في سوريا عام 2015 على تلك المواقع.
ويتضمن النظام تقديم الإحداثيات الدقيقة للمواقع الإنسانية الخاضعة لحماية القانون الدولي للأطراف النزاع وذلك لتجنب قصفها أو إصابتها، وتشارك تلك الإحداثيات مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا في المنطقة.
ومع أن النظام طوعي، أي لا يلزم المنظمات بالمشاركة، إلا أن الجمعيات الإغاثية ذكرت للصحيفة إنها شعرت بضغط شديد من الداعمين ومسؤولي الأمم المتحدة للمشاركة، وقدمت بياناتها لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وبالرغم من تكرار حوادث القصف للعديد من المواقع، لم يشكل المسؤولون الأمميون إلا مؤخراً وحدة للتأكد من المواقع المقدمة من المنظمات الإغاثية التي تدير تلك المواقع، وتبين أن بعضها كان قد قدم بشكل غير صحيح، حسبما قالت صحيفة The New York Times ، وهو ما يعطي مصداقية لانتقادات روسيا بأن ذلك النظام لا يمكن الوثوق به ومن الممكن إساءة استخدامه.
وعبرت المنظمات الإغاثية عن إحساسها بالخيانة والخذلان، وفقًا للصحيفة الأمريكية، التي ذكرت إن مسؤولي المنظمات اجتمعوا مع المسؤولين الأممين وعبروا عن استيائهم.
وقال رئيس منظمة “الجمعية الطبية السورية الأمريكي (SAMS) مفضل حماده، للصحيفة إن مستوى الهجمات لم يقل فعلًا، وأضاف إن النظام فيما يتعلق بالمحاسبة والردع لم يجد نفعًا.
وجمعت الصحيفة الأمريكية لائحة من 182 موقع، من المواقع التي يفترض ألا تتعرض للاستهداف، من خلال استخدام البيانات المقدمة من خمس جماعات إغاثية ومن التصريحات العلنية لغيرها من المنظمات، لتبين أن 27 منها تضررت بالهجمات الروسية أو التابعة للنظام السوري خلال عام 2019، وكانت كلها من المشافي أو العيادات.
وكانت الأمم المتحدة أعدت ملفًا حذرت فيه المشاركين بالنظام من أنها “لا تضمن” سلامة المواقع أو طواقمها، وأنها لا تؤكد المعلومات المقدمة من الجماعات المشاركة، ولا تطلب من الروس والأتراك والأمريكيين الاعتراف باستلامهم لمواقع عدم القصف.
وأضاف “بشكل عام، يمكن أن ينجح نظام عدم التضارب إن كان هناك تحقيق لاحق عالٍ وصاخب جدًا وموثوق جدًا، وتحيط به آلية تتمحور حول المحاسبة، حتى يفهم الرجل الذي يمسك الزناد أن هناك عقبات في حال لم يتحقق من اللائحة أو إن كان يعمد لقصف تلك المواقع عمدًا”.