أوغلو: إدلب تحولت إلى قطاع غزة جديد
قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو: إن “محافظة إدلب تحولت إلى قطاع غزة جديد بعد ترك 3.5 مليون شخص يواجهون مصيرهم”.
جاء ذلك في مقال للوزير نشرته صحيفة “الفاينانشيال تايمز” البريطانية، بعنوان: “تقاعس الاتحاد الأوروبي عن ملف اللاجئين السوريين وصمة عار في جبين الإنسانية”.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن “الاتحاد الأوروبي يدّعي بأنه قوة عالمية فاعلة في إطار احترام النظام الدولي القائم على أساس حقوق الإنسان والقوانين، إلا أن تصرفات اليونان تجاه اللاجئين، وعدم قيام الاتحاد بأي شيء فيما يتعلق بدعمه المستمر لها بشكل طائش، سيُسقط هذا الادعاء”.
وأضاف: “وجهنا مناشدة أيضا فيما يتعلق بإعادة بحث النظام العالمي كي يتسنى لنا التعامل مع النزوح الجماعي للناس الفارين من الاشتباكات في دول مثل سوريا، وحاولنا باستمرار اقناع الاتحاد الأوروبي بمساعدتنا في حل هذا النوع من الاشتباكات وإيجاد حلول لنقاط الضعف التي تحيط بأوروبا”.
وأردف: “إذا لم نستطع منع هذه الكوارث في مصدرها فالكل سيعاني، وبالتالي الحلقة الأخيرة من الأحداث التي بدأت مع تفجر الحرب السورية، أظهرت عدم إدراك الاتحاد الأوروبي بشكل تام للقضية، وعدم قدرته على قطع مسافة قيد أنملة فيما يتعلق بإيجاد حلول لها”.
وأكد أن منطقة خفض التصعيد التي تم إنشاؤها في 2018 تعرضت لهجمات مكثفة من قبل نظام الأسد والميليشيات الموالية له، وأن معطيات الأمم المتحدة أشارت إلى مقتل أكثر من ألف و700 شخص في منطقة خفض التصعيد منذ أيارمن العام الماضي.
وبيّن أن الجنود الأتراك تعرضوا لاعتداء في شباط الماضي، وأن تركيا ردت بقوة على الاعتداء، ما أظهر أن الاعتداء على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستكون له تبعات، وأضاف: “لكن قبل وقفنا للهجمات وإنهائنا للاشتباكات في إدلب، كان نحو مليون شخص توجهوا نحو الحدود السورية التركية التي تشكل الحد الجنوبي الشرقي لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي”.
وأكد أن “الاتحاد الأوروبي تجاهل جميع مناشدات تركيا حول ضرورة الأخذ على محمل الجد حدوث موجة لجوء جديدة وضرورة التزام باتفاق الهجرة المبرم في 2016، إلا أن الأمور وصلت إلى مرحلة خطيرة للغاية مع آخر موجة لجوء مصدرها إدلب”.
وشدد أنه “لا يمكن إيجاد حلول للقضايا من خلال التصرف باستعلاء مع تركيا التي تعد الدولة الوحيدة التي تعمل بشكل ملموس على حلها، ولا يمكن إيقاف الهاربين بأرواحهم من خلال بناء أسوار”.
وختم “يجب توحيد جهود تركيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لتحقيق الاستقرار في محيطنا القريب والمشترك، وفي الوقت ذاته تسريع عملية عضوية تركيا في الاتحاد”.