محلل تركي: تصريحات السفير الروسي في دمشق حول إدلب لا تختلف عن تصريحات مسؤولي نظام الأسد
قال الكاتب والمحلل السياسي والباحث في الشأن الروسي “عبد الفتاح أبو طاحون” من أجل فهم حقيقي لتصريحات أي مسؤول في أي مجال ـ يجب الأخذ بالاعتبار المكان الذي تصدر فيه التصريحات وكذلك الجمهور والفضاء المقصودين في هذه التصريحات أو تلك”.
وأضاف أن “سفير روسيا في سوريا يختلف في موقعه عن سفير روسيا في تركيا أو إسرائيل مثلاً، فتصريحاته مستمدة من طبيعة العلاقة مع الدولة المقيم فيها ومن طبيعة المرحلة التي تعيشها العلاقة الثنائية”.
ورأى أن “تصريحات السيد ألكسندر يفيموف في دمشق والموجهة لنظام الأسد ومؤيديه وفضائه الذي يسيطر عليه، لا تختلف عن تصريحات مسؤولي النظام السوري أنفسهم، فهي تحمل طابع الطمأنة وعبارات كلاسيكية تُكرر للتعبير عن عمق الصداقة والعلاقة الوطيدة متجافية مع الواقع المرير لهذه العلاقة التي تتسم بروح التبعية المذلة”.
وتابع أنه “في حقيقة الأمر الصداقة قائمة بين أنظمة وليست بين شعوب وتراعي فقط مصلحة النظامين وبالأولوية مصلحة النظام الروسي”.
وأشار إلى أن السفير في تصريحاته تطرق لدغدغة مسامع نظام الأسد وأتباعه بكلمات عن أحلامهم في استرجاع إدلب إلى حضن الوطن (النظام)، وعن أحلامهم بالقضاء على سكان إدلب الذين يعتبرونهم الإرهابيين الحقيقيين”.
وقال أبو طاحون إن “نظام الأسد لا يريد أن يدرك أن العلاقات الروسية التركية أوسع من العلاقات الروسية معه، وملفاتها أهم وتشمل ملفات اقتصاد واتفاقات اقتصادية استراتيجية ضخمة تبني روسيا عليها استراتيجياتها الاقتصادية، مثل ملف خط ترانزيت الغاز الذي يمر عبر الأراضي التركية، وملفات أخرى لا تقل أهمية مثل دخول تركيا سوق السلاح العالمي كمنافس قوي لروسيا، وكذلك اقترابها من سوق الغاز”
وختم بالقول إن “نظام الأسد لا يريد أن يدرك أنه بينما كان هو يتلقى الضربات العسكرية التركية في مارس الماضي، كانت العلاقات الروسية التركية (الاقتصادية) في حالة من أفضل حالاتها والتي أثمرت عن عقد اتفاقية ترانزيت الغاز الروسي عبر الأراضي التركية، لذا يبقى خطاب السيد يفيموف خطاباً متماشياً مع جملة خطابات نُخب النظام التي تحمل الطمأنة والتخدير متغاضية عن الحقيقة القائمة على أرض الواقع.
وكانت روسيا ألمحت وعلى لسان سفيرها في دمشق ألكسندر يفيموف، إلى عدم التزامها بأي اتفاقيات تتعلق بتطورات الوضع في إدلب بحجة محاربة الإرهاب، مؤكدة عزمها إعادة كامل الأراضي السورية لنظام الأسد، مدعية أن العلاقات الروسية مع نظام الأسد هي أقوى مما كانت عليه من قبل.
وادعى يفيموف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام النظام، إنه “ننطلق من أن اتفاقات وقف إطلاق النار في إدلب أياً كانت، لا تلغي ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب بلا هوادة، وإعادة الأراضي لسيادة السلطات السورية الشرعية في أسرع وقت.