نيسان ليف.. ذكاء اصطناعي لتهدئة غضبك أثناء القيادة على الطريق
ينتقل ثلاثة أرباع العمال الأميركيين إلى أعمالهم بمفردهم في السيارة، مما يعني تحملهم العديد من الضغوط والإجهاد أثناء القيادة لفترات طويلة، وجاء مشروع من شركة نيسان لإدخال الذكاء الاصطناعي إلى حجرة القيادة.
وأشار تقرير في مجلة تايم (Time) الأميركية للكاتبة كورني بورتيل إلى زيادة حالات الإرهاق التي يعاني منها السائقون خلال قطعهم مسافات طويلة، أو عند مواجهتهم الاختناقات المرورية والازدحام بشكل يومي.
وعدت التكنولوجيا بإيجاد حلول لمشاكل السياقة، حيث تدعي شركات التكنولوجيا أن البشر لن يقودوا سياراتهم في المستقبل القريب بقدر ما يتم نقلهم بواسطة سيارات ذاتية القيادة تتنقل بأمان وكفاءة إلى وجهاتهم، مما يترك الناس في الداخل أحرارا للنوم أو العمل أو الاسترخاء بسهولة كما لو كانوا على أرائكهم.
قد تكون الرحلة أقل إرهاقا بكثير إذا كنت تستطيع أن تأخذ قيلولة طوال الطريق، أو تقرأ كتابا أو تشاهد نتفليكس (Netflix)، دون الحاجة إلى القلق بشأن المخارج أو الاصطدامات.
وتراجعت أغلبية شركات صناعة السيارات عن تقديراتها الأكثر طموحا، ومن المحتمل أن تمر عقود قبل أن تصبح هذه السيارات حقيقة لأغلبية السائقين.
وفي غضون ذلك، لا يزال التنقل بالسيارة يمثل جزءا كبيرا وغير سار في حياة ملايين الأميركيين اليومية.
وتوفر العديد من ميزات السيارات الذكية الموجودة حاليا في السوق بيانات للسائقين تساعدهم على اتخاذ هذه القرارات، مثل أجهزة الاستشعار التي تنبههم عندما تكون السيارات في النقاط العمياء، أو عندما تنجرف سياراتهم عن مساراتها.
والشيء الآخر الذي يسبب ضغوطا للسائقين هو عدم اليقين، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2015 أن الركاب الذين يقودون بأنفسهم إلى العمل كانوا أكثر توترا من ركاب الحافلات أو الركاب الآخرين، ويرجع ذلك إلى حد كبير للمشاكل التي تسببها الحوادث وأعمال الطرق وغيرها من الازدحام المروري في جداولهم الزمنية، لكن حتى إذا لم نتمكن من التحكم في المتغيرات التي تؤثر على التنقل فنحن أكثر هدوءا إذا استطعنا على الأقل توقعها.
تأخر ظهور السيارات ذاتية القيادة دفع العلماء للتفكير بحلول تساعد السائقين في التغلب على الإرهاق (غيتي)
مشروع “نيسان ليف”
إن التكنولوجيا التي يقدمها مشروع التنقل الواعي للسيارة الكهربائية “نيسان ليف” (Nissan Leaf) مصممة للعمل معا لتقليل إجهاد السائق، ففي تجربة قيادة في وقت سابق من هذا العام أتاح برنامج دردشة آلي يتحدث من خلال سماعات السيارة خيار المشاركة في تمارين للتنفس الواعي، بحيث يبدأ مقعد السائق بالاهتزاز على فترات، فيما يطلب صوت من السائق التنفس ببطء.
ونشر المختبر نتائج دراسة صغيرة في وقت سابق من هذا العام تظهر أن التمرين الموجه بالمقعد يقلل إجهاد السائق ومعدلات التنفس دون الإضرار بالأداء، إنهم الآن يجربون نظام اهتزاز ثانٍ لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدام الاهتزازات ذات التردد المنخفض لإبطاء معدلات التنفس (وبالتالي الإجهاد) دون بذل أي مجهود من جانب السائق.
الهدف في نهاية المطاف هو سيارة يمكنها اكتشاف ارتفاع مستوى إجهاد السائق عبر مستشعرات المقعد وعجلة القيادة أو كاميرات شد الرقبة، ثم تقوم تلقائيا بمساعدة السائق على القيام بتمرين التنفس المهدئ، أو التحدث عن مشكلة أو إلقاء نكتة لتخفيف التوتر.
ويسأل الروبوت داخل السيارة عما إذا كانت هناك مشكلة يفكر فيها السائق عند ملاحظة علامات التوتر أو الإجهاد، ويسأله: هل هذه المشكلة تؤثر “بشكل كبير” على حياته؟ وعما إذا كان قد واجه شيئا مشابها من قبل، وعما إذا كان من الممكن تكييف الإستراتيجيات السابقة مع هذا السيناريو.
وأثبتت إستراتيجية حديث الروبوت مع السائق فعاليتها على بساطتها، فقد وجد الباحثون أن لديها أثرا كبيرا على نفسية السائقين، خصوصا الذين يقطعون مسافات طويلة وحدهم.