رايتس ووتش: الفيتو الروسي يُهدد ملايين السوريين لخطر فقدان وصول المساعدات الإنسانية
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، إن هناك الملايين من السوريين المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا معرضين لخطر فقدان الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة، إذا استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد إعادة تفويض معبر “باب الهوى” ممر المساعدات الوحيد إلى المنطقة.
وطالبت المنظمة في تقريرٍ لها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بأن يجدد خلال جلسته المقررة في 10 من تموز المقبل، الإذن بمرور المساعدات عبر الحدود السورية، واستئناف مرور المساعدات عبر المعابر من العراق إلى شمال شرقي سوريا.
وبحسب التقرير، قالت الأمم المتحدة إنه من غير الواضح معرفة آلية وصول المزيد من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، التي وصلت في نيسان الماضي عبر معبر “باب الهوى”، إذا لم يجدد مجلس الأمن تفويض مرور المساعدات عبره.
وذكر التقرير أنه بموجب قوانين الحرب، فإن نظام الأسد وجميع أطراف النزاع الأخرى بمن فيهم روسيا والدول المعنية الأخرى، مُلزمون بالسماح بالمرور السريع للمساعدات وتسهيل وصولها إلى محتاجيها دون إظهار أي عوائق، إذ لا يجوز لهم حجب الموافقة عليها لأسباب تعسفية.
وبموجب قانون حقوق الإنسان، لا يزال نظام الأسد مُلزمة بضمان حقوق السوريين في الصحة، وعدم التمييز بين السكان، وضمان “الحد الأدنى الأساسي” من مستوى المعيشة للجميع وفي جميع الأوقات.
ورفض المدير المساعد لقسم شؤون الأزمات والنزاعات في المنظمة جيري سيمبسون، أن تكون فكرة التخلي عن ملايين السوريين الذين يعتمدون على المساعدات مطروحة حتى على طاولة مجلس الأمن، مضيفًا أن “على جميع الأعضاء في مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، التركيز على إنقاذ الأرواح، لا التضحية بها لتحقيق مكاسب سياسية”.
وأوضح التقرير، أن الاحتياجات الإنسانية ازدادت بشكل كبير في شمال شرقي سوريا، لا سيما مع تفشي فيروس كورونا، بعد إغلاق معبر “اليعربية” بين العراق ومناطق شمال شرقي سوريا، بضغط من روسيا والصين في كانون الثاني 2020.
ووفقًا للتقرير، فإن مليونًا و800 ألف شخص من الأهالي في شمال شرقي سوريا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وأكثر من 70% منهم بحاجة “ماسة” إليها.
وسبق أن قال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة جيفري بريسكوت، إن خطة عمل الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة ستركز على توسيع وإضافة معابر إضافية لإيصال المساعدات إلى سوريا، وليس فقط على تجديد إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” المُصرح به.
ووصف بريسكوت معبر “باب الهوى” بأنه “حرفياً شريان حياة لملايين السوريين”، الذي تتوفر عبره المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة الملايين، موضحاً أن الأمم المتحدة ستظل مُركّزة حتى يفهم الجميع مخاطر إغلاقه التي ستؤدي بالمحصلة النهائية إلى موت الناس.