لاعب خط الوسط “بيدري”.. موهبة جديدة في إسبانيا
أصبح بيدري أحد ركائز “لا روخا” التي تخوض الثلاثاء نصف نهائي كأس أوروبا في كرة القدم ضد إيطاليا في لندن، بعد أن كان لاعبًا مجهولا مع منتخب إسبانيا تحت 17 عامًا.
وتفتّحت موهبة بيدرو غونزاليس لوبيز أو كما يطلق عليه “بيدري” في وقت مبكر، فقبل بلوغه سن الرشد، صنع اسمًا له إلى جانب أسطورة برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي، إذ أغرى أداؤه المدرب الوطني لويس إنريكي، فكان لاعبًا أساسيًا لا غبار عليه في مباريات كأس أوروبا الحالية.
وقال إنريكي بعد إقصاء سويسرا في ثمن النهائي بركلات الترجيح “بيدري لاعب فريد، مختلف تمامًا عن كل الذين نعرفهم“.
يلعب بيدري دور الملهم في خط الوسط، يمرر الكرات البعيدة، يراوغ ويخترق الدفاع، لكنه لم يكن محظوظًا في مواجهة كرواتيا في ثمن النهائي (5-3 بعد التمديد)، عندما لعب تمريرة خلفية عادية لحارسه أوناي سيمون الذي ارتكب خطأ فادحًا وتركها تعانق شباكه هدفًا افتتاحيًا.. ليحتسب الهدف باسم بيدري عن طريق الخطأ.
يجسّد اللاعب القادم من جزر الكناري، مع أنسو فاتي، ريكي بوتش وأوسكار مينغيسا، الجيل الجديد للفريق الكاتالوني الذي يحاول المدرب الهولندي رونالد كومان بناء تشكيلته حوله.
قال بيدري الواصل إلى برشلونة في صيف 2020 من لاس بالماس، في مقابلة مع إذاعة كادينا سير، معلقًا على رفض ريال مدريد التعاقد معه بعد خضوعه لتجارب غير ناجحة “أشكر الذي رفضني وقال عني إني لست جيدًا بما فيه الكفاية. ألعب اليوم مع النادي الذي أحببت دومًا”.
أنيق مع الكرة، موهوب باختراق الحصارات الدفاعية، ويملك رؤية خارقة في اللعب والتمرير: كانت المقارنة سريعة مع أسطورتي وسط برشلونة السابقين تشافي وأندريس إينيستا.
شرح مدربه لويس إنريكي بعد خوضه أول مباراة دولية في 25 آذار ضد اليونان “أتفهم هذه المقارنات، هذا طبيعي، لكن على بيدري أن يشبه بيدري”.
وتابع: “ما يقوم به في عمره رائع. هو متواضع، مجتهد، ذكي…وزميل جيّد”، معتبرًا أنه يجب ترك اللاعب المراهق “ليشق طريقه”.
في غضون عام، ارتفعت قيمة بيدري السوقية من 7 ملايين يورو في نيسان 2020 عندما كان مع لاس بالماس في الدرجة الإسبانية الثانية، إلى 70 مليون يورو، بحسب موقع الانتقالات المتخصص ترانسفر ماركت.
يتذكر بيدري في مؤتمر صحافي في 15 حزيران الماضي “قبل سنة، لم أكن أتخيّل الحضور هنا. وأكثر من ذلك، أن أكون أساسيًا في المباراة الأولى من كأس أوروبا. هذا حلم الطفولة الذي تحوّل إلى حقيقة”.
حقيقته، إنه شاب بعمر الثامنة عشرة مع وجه طفولي، يحطم الرقم القياسي تلو الآخر، ليصبح قطعة رئيسة في خطة لعب المنتخب الإسباني الطموح.
ضد السويد، في مباراته الأولى ضمن كأس أوروبا، أصبح بيدري أصغر لاعب في تاريخ منتخب إسبانيا يلعب أساسيًا في النهائيات القارية، متفوقًا على سيسك فابريغاس في 2006.
ضد كرواتيا في ثمن النهائي، أصبح بعمر 18 عامًا و215 يوم، أصغر لاعب يخوض مباراة إقصائية في بطولة كبرى، متفوقًا على الإنجليزيين ماركوس راشفورد (18 عامًا و240 يومًا) وواين روني (18 عامًا و244 يومًا).
قد يخبّئ له العام 2021 مفاجآت أخرى، فظهر اسمه ضمن اللائحة الأولية لإسبانيا لخوض أولمبيات طوكيو، ما قد يعكّر مشواره الموسم المقبل مع ناديه برشلونة.
بعد موسم مرهق مع ناديه ومباريات إسبانيا في أوروبا، قال بيدري “أنا متعب قليلا، لكن بعمر الثامنة عشرة، لدي المزيد لتقديمه. كل الفرق جيدة ويمكنها التأهل، ستكون مباراة رائعة”.
وفي آخر صيحاته، وعد بأنه سيحلق شعره بحال تتويج إسبانيا بلقبها الرابع في البطولة القارية، لكن قبل ذلك عليه تخطي إيطاليا في نصف النهائي ثم المتأهل بين إنجلترا والدنمارك.