الغارديان: اقتصاد سوريا ينهار مع بقاء بشار الأسد والصين تنتهز الفرصة
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الحرب في سوريا ربما بدأت تتلاشى، وفي حال بقي بشار الأسد في منصبه 7 سنوات أخرى فإن البلاد ستبقى منقسمة.
جاء ذلك في تحليل لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، أشار فيه إلى أن إعلان بشار الأسد بعد أداء اليمين أنه الرجل الوحيد الذي يمكنه إعادة بناء سوريا، وبداً أن ضيفه الأجنبي الأول هو وزير خارجية الصين وانغ يي يعزز زعمه، ويؤيد فوزه في الانتخابات الرئاسية في أيار الماضي، والتي وصفتها بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنها “غير حرة ولا نزيهة”.
وأكد شولوف، أن دور الصين البارز في سوريا ما بعد الحرب “مستوحى مباشرة من قواعد اللعبة التي تمارسها في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، وكذلك في آسيا وأفريقيا، والتي تقوم على استثمارات استثنائية في مقابل إيجاد فرص محلية وغطاء عالمي”.
فمع انتهاء الحرب في معظم أنحاء البلاد، أصبح اقتصادها الخاضع للعقوبات الشديدة في حالة دمار أكبر حتى من مدنها وبلداتها، خصوصاً مع تمزق مكانتها العالمية بسبب عقد قاس من الصراع.
وذكر شولوف، أن “إعادة الإعمار كانت أساسية في خطط حليفي نظام الأسد، روسيا وإيران، والآن الصين التي حافظت على سياسة أقل تورطا طوال القتال، وهي تتحين الفرصة”، مشيراً إلى أن “نجاحات الصين في الشرق الأوسط ثابتة وحذرة، وامتدت إلى الاستحواذ على حصص في حقول النفط العراقية وفي البنية التحتية الحيوية للإمارات”.
وختم شولوف تحليله بما صرّح به مبعوث أوروبي لسوريا من أن “إعادة الإعمار من المرجح أن تظل غير واقعية على الرغم من حماسة الصين”.
وأضاف شولوف “لا أحد يأتي لاستثمار مئات المليارات من اليوروات والدولارات، أو الروبلات والرنمينبيات، اللازمة لإعادة أعمار البلاد في ظل هذه الظروف المروعة، إذ يحتاج المستثمرون في المقام الأول إلى طمأنتهم إلى أن استثماراتهم ستكون آمنة، وهذا لا علاقة له بفرض القيم أو الشروط الغربية، إنه مجرد منطق تجاري عام أينما ذهبت، وقد بذل نظام الأسد جهوداً استثنائية لإقناع العالم بأسره بأن سوريا ليست سوى مشروع تجاري سيئ”.