فورين بوليسي: العالم سيشهد موجة هجرة عالمية كبرى بعد انحسار جائحة كورونا
ذكرت مجلة “Foreign Policy” الأميركية في مقال نشرته، أن العالم سيشهد موجة هجرة عالمية كبرى بعد انحسار جائحة كورونا.
وأشارت المجلة أن موجة الهجرة مدفوعة بعاملين هما حاجة العديد من الدول إلى سد النقص لديها في اليد العاملة، وفرار الناس من المناطق الأكثر تضررا جراء تغير المناخ بحثًا عن أماكن مستقرة صالحة للعيش.
وقال باراغ خانا، الأكاديمي الأميركي من أصل هندي المختص في العلاقات الدولية ومؤسس منظمة “خريطة المستقبل” (FutureMap)، في تحليله بالمجلة، إن هناك 3 أزمات متزامنة تعصف بالعالم الآن هي جائحة كورونا، وتغير المناخ، وبلوغ تعداد سكان العالم ذروته في القرن الجاري، ستؤثر على سياسات الهجرة في المستقبل القريب.
وذكر أن الحديث عن ارتفاع معدلات الهجرة في ظل القيود وسياسات الإغلاق الآن المرتبطة بمحاربة جائحة كورونا، والخطاب السياسي السام المعادي للمهاجرين في بعض الدول، قد يبدو غير مرجح، ولكن ذلك سيتغير بمجرد انحسار الوباء حيث سيتم التخلص من الشعبوية المعادية للأجانب قريبًا ليحل محلها صراع من أجل استقطاب المواهب الشابة.
وبحسب المجلة فإن الدول التي تعتبر الوجهة التقليدية للهجرة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، قد لا تكون تلك التي ستفوز في الجولة الجديدة من الصراع العالمي على المواهب المهاجرة.
وأشار الكاتب، صاحب المؤلف بعنوان “القوى التي تقتلعنا” (The Forces Uprooting Us) إلى أن “هناك وجهات جديدة للهجرة والفرص برزت مؤخرا، وسنرى بلدانًا جديدة حول العالم تتنافس على استقطاب المهاجرين الأفضل والأذكى”.
وأوضح أن كندا واليابان مرشحتان للانضمام لقائمة الدول التي تعتبر الوجهات الأبرز للمهاجرين، كما توقع أن تنضم بلدان لم تكن معروفة كوجهة للهجرة إلى القائمة، منها كازاخستان التي توقع أن تصبح منطقة جذب رئيسية للمهاجرين في المستقبل.
وذكر المقال أنه، نظراً للمشكلة الديموغرافية المتمثلة في وصول تعداد سكان الأرض ذروته، لم يعد من السهل التنبؤ بالبلدان التي ستفوز في هذه المرحلة الحاسمة بالحرب من أجل المواهب الشابة، حيث يقوم جيل الألفية الماهر بتقييم خياراته بعناية، اعتمادا على عوامل عديدة من بينها تكاليف المعيشة والاتجاهات السياسية وخيارات المواطنة والمناخ.
وبحسب المجلة، فأن المنافسة الشرسة على استقطاب المواهب ستلعب دوراً حاسماً في تغيير السياسات المتعلقة بالهجرة تماماً مثل مدى حاجة الدول لتحقيق التوازن الديموغرافي، أن هناك دولا ستفوز وأخرى ستخسر في حرب استقطاب الكفاءات الشابة، لكن تلك الهجرة ستثري الاقتصاد العالمي والإنسانية بشكل عام.