هادي البحرة: العمليات العسكرية مستمرة حتى انخراط نظام الأسد في العملية السياسية
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، أن العمليات العسكرية شمالي سوريا مستمرة حتى انخراط نظام الأسد بالعملية السياسية.
جاء ذلك في تصريحات له خلال مؤتمر صحفي في مدينة إسطنبول التركية وقال: إن “عمليات فصائل المعارضة السورية جاءت تحت ضغط شعبي هائل، بدأ منذ سنوات، ويتصاعد بسبب ازدياد الاعتداءات من قبل نظام الأسد وداعميه، والتي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية بالغارات الجوية والقصف والطائرات المسيرة الانتحارية”.
وأشار البحرة إلى أن هذه الاعتداءات ترافقت مع انخفاض مستمر ومتسارع في حجم المساعدات الإنسانية، وتغيير سياسات عدة دول تجاه اللاجئين وارتكاب انتهاكات بحقوقهم كما حدث في لبنان، وهو ما أدى إلى تزايد في أعداد اللاجئين العائدين إلى المناطق المحررة من دول الجوار.
وأوضح أن فقدان ثقة السوريين بإمكانية تحقيق الحل السياسي في ظل استمرار تعطيل نظام الأسد للعملية السياسية، وقبول بعض الدول بالتطبيع معه ظناً منها أن الشعب السوري لا يملك خيار الاستمرار في نضاله حتى تحقيق تطلعاته.
وشدد البحرة، على أن العمليات العسكرية لها أهداف واضحة ومحددة، الهدف الأول هو وقف الاعتداءات التي تطال المناطق المحررة وردع العدوان، حيث إن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي تحرير المناطق التي تنطلق منها هذه الاعتداءات.
أما الهدف الثاني هو تحرير المناطق المحتلة من قبل الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران والميليشيات الانفصالية ونظام الأسد، من أجل إتاحة المجال لأهالي تلك المدن والبلدات والقرى بالعودة إليها، فيما أن الهدف الثالث فهو تفعيل العملية السياسية للتنفيذ الكامل والصارم لقرارات مجلس الأمن 2118 و2254.
وذكر البحرة أن ما دفع قوى الثورة والمعارضة إلى خيار التفاوض عبر الوسيلة التفاوضية الأساسية وهي القوة واستخدام العمليات العسكرية هو الإهمال الدولي، وقيام الدول بالتعامل مع الأوضاع عبر إدارة الأزمة بدلاً من الانخراط الجدي في إيجاد حل قابل للاستدامة ويؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن المستدامين، وتعطيل نظام الأسد المستمر للعملية السياسية.
وأضاف، “نريد طمأنة جميع السوريين في حلب وباقي المدن التي ستحرر قريباً أن سلامتكم مضمونة، وحريتكم مضمونة في الاعتقاد وممارسة العبادات وعاداتهم الاجتماعية، ولن يخضعوا للمساءلة أو تفرض عليهم أي توجهات عقائدية أو سياسية واجبنا هو خدمتهم والاستماع إلى مطالبهم والمحافظة على حقوقهم وضمان حرياتهم”.
وأكد البحرة أنهم مستعدون للتفاوض فوراً وإخراج سوريا من محنتها بما يضمن استقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وسيادتها غير المنقوصة على كامل أراضيها.
وطالب البحرة دول العالم بأن تدفع بشكل سريع ومباشر لإحياء العملية السياسية، والدفع بتطبيق القرارات الدولية، وبحث آليات تشكيل هيئة حاكمة انتقالية تبدأ عملها من حلب، وذلك بالتزامن مع الوصول إلى اتفاق شامل وكامل خلال مدة أقصاها ستة أشهر وفق قرار مجلس الأمن لتشكيل هيئة حاكمة انتقالية لكامل سوريا.
ووجه البحرة رسالة للمجتمع الدولي بضرورة “ضمان سلامة وحماية المدنيين في حلب وفي جميع المناطق المحررة، وضرورة إيقاف العدوان وتحقيق وقف إطلاق النار ولا سيما المناطق والمنشآت المدنية والعامة”.
ودعا البحرة الدول العالم إلى “تقديم يد العون لتحقيق هذا الهدف”، وحث المجتمع الدولي على “تسريع تقديم الخدمات الطبية والصحية والمساعدات الإنسانية للمناطق المحررة”.