عام كامل على مجزرة خان شيخون الكيمياوية.. وصمت دولي ما زال يخيم على جرائم الأسد وروسيا
يصادف اليوم الرابع من نيسان الذكرى السنوية الأولى لمجزرة خان شيخون الكيميائية والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين خنقاً، تاريخ سيبقى محفوراً في ذاكرة الشعب السوري وأهالي ضحايا المجزرة، والتي ارتكبها نظام الأسد بحق أهالي مدينة خان شيخون في ذلك اليوم، حيث قصفت إحدى طائرات الأسد الحربيَّة المدينة بالصواريخ التي تحمل المواد السامة والتي تسببت بمجزرة كبيرة راح ضحيتها المئات من المدنيين، بين شهداء ومصابين.
تاريخ كتب له أن يكون شاهداً على أفظع وأقسى جرائم العصر الحديث، فالموت خنقاً وباستنشاق الغازات السامة هو من أبشع ما استخدمه نظام الأسد خلال حربه على السوريين.
في صبيحة ذلك اليوم استيقظ السوريون والعالم أجمع على وقع مجزرة كبيرة هزت ضمير البشرية ومن يملكون ضمائر حية، عشرات الجثث كانت تملأ شوارع خان شيخون، عشرات المصابين كانوا ينتظرون أن يلاقوا حتفهم، فما حصل في ذلك اليوم كان أشبه بالمستحيل، هرع الجميع من أجل تقديم المساعدة، المشافي امتلأت بالمصابين، كانت فرق الدفاع المدني تقوم بواجبها وتعمل على إنقاذ المدنيين، كانت الفرق الطبية في حالة استنفار كامل تنتظر قدوم المصابين لتقديم العلاج لهم، ومع ذلك فالكثير ممن استنشق الغازات السامة لم تكتب له الحياة، الغازات السامة أصابت المسعفين ورجال الدفاع المدني وأصابت جميع من كان يتواجد في مكان الحادثة، كان الموت في ذلك اليوم هو المتصدر الوحيد للمشهد، لم يفرق الموت بين صغير أو كبير بين رجل أو امرأة بين طبيب أو مسعف، سيبقى ذلك اليوم في ذاكرة من نجا من تلك المجزرة، سيتذكره ويرويه لأولاده وأحفاده لعله يخفف من وطأة المأساة.
لم تتسع المشافي للضحايا والمصابين من كثرة عددهم، عائلات كاملة قد استشهدت وعائلات أخرى قد حفر ذلك اليوم في ذاكرتهم، ذلك اليوم والذي كتب لهم بأن يكونوا شاهدين على أفظع وأقسى جرائم العصر الحديث، وبعد أن أنهى الطيار المجرم مهمته في قتل السوريين، عاد إلى ثكنته العسكرية وتلقى وسام شرف على ما قدمه لسيده المجرم من قتل للسوريين، نظام الأسد علاوة على فعلته ذهب بعيداً واتهم من سماهم بـ”الإرهابيين “بافتعال ما حدث ليحركوا المجتمع الدولي ضده.
صحيح بأن ما حصل في ذلك اليوم كان من أبشع ما يمر على الشعب السوري والذي تحمل كل أنواع القتل وخاصة أن مجزرة خان شيخون ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها العديد من المجازر، كمجزرة الغوطة الشرقية والتي تعتبر أكثر قساوة وبشاعة، إلا وإنهما كانتا بمثابة تحدٍ للعالم الذي يدعي احترامه لحقوق الأنسان، فوقْعُ المجزرتين كان صادماً للسوريين والذين ظنوا بأن هذا العالم سيتحرك بعد تجاوز النظام للخطوط الحمراء الموضوعة من قبل عدد من دول العالم.
لم تحرك مجزرة خان شيخون المجتمع الدولي ومجلس حقوق الأنسان وثائر المنظمات الدولية والتي ترفع شعارات الإنسانية كشعارات براقة لها، دون التنفيذ لها على أرض الواقع، وكأن الشعب السوري لا تنطبق عليه المعايير الموضوعة من قبل تلك المجالس، وكي لا تكون دول العالم المتحضر في نفس الخندق مع نظام الأسد، اكتفت العديد من الدول العربية والغربية بالتهديد والوعيد لمحاسبة نظام الأسد، إلا أن تلك التهديدات لم تكن سوى تصريحات إعلامية لا ترتقي إلى فعل التهديد ومحاسبة المجرم ،إلا ان صمت المجتمع الدولي عما حصل في المجزرتين كان بمثابة مكافأة لنظام الأسد بالاستمرار بارتكاب المجازر، فلا أحد في هذا العالم يريد أن يحاسب الجلاد، بل على العكس قد ساووا بين الضحية والجلاد، باستثناء صواريخ بارجة أمريكية كانت بمثابة دغدغة لقواعد الأسد العسكرية.
ما حصل قد كشف الحقيقة، حقيقة عدم وجود إنسانية فيمن يتحكمون بمجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان، وبأن تلك الدول لا تتحرك إلَّا عندما تكون المصلحة أولوية بالنسبة لها.
عام كامل مضى على مجزرة خان شيخون، مجزرة كتب فيها للسوريين بأن يشاهدوا ما حصل في ذلك اليوم، وبأن يكونوا وحيدين في مواجهة نظام الأسد ومن خلفه أحقر دولتين في هذا العالم وأكثرها قذارة روسيا وإيران واللتان ترتكبان أبشع وأفظع الجرائم بحق الشعب السوري.
بقلم: حمزة العبدلله