أردنا وطن
أردنا وطن
فإذ بالمنفى يشرع بفتح ذراعيه على مصراعيهما ليحتضننا ,لم تكن أوطاننا سيئة لهذا الحد لكن النقص القابع في الأعماق المظلمة حولها لوحش مفترس ينهش أجساد أبنائه دون أن يذرف دمعة حزن واحدة ,دون أن يهتز له طرف .
أردنا الفرج
فأقبل يعدو على عجل لكنه لم يكن الفرج المنشود المكلل بالياسمين الممزوج بالفرح المفعم بالتفاؤل أصبح الفرج يشق طريقه إلينا عبر الموت ولم يعد له وجود إلا في عوالم الأموات .
أردنا الحق
فإذ بالمال يغدق على الأفواه لتروي الباطل على أنه حقيقة وعلى الأقلام لتخط الانهزام بطولة ,فتارة تصور الجموع أبطالاً وتارة يصبحون للخيانة أيقونات .
أردنا الحرية
فكانت الأغلال تلوح لنا في الأفق البعيد لتروي لنا المصير المنتظر وكانت السياط تزأر في وجوهنا لتمردنا ولا مبالاتنا لتصب جام غضبها فيما بعد على أرواحنا .
أردنا العقول فزرعوا فينا الجهل ,أردنا قائداً فجملوا لنا كلابهم واصبحوا قادتنا ,أردنا شيخاً ينزع عنا حيرتنا فأهدونا من يتفنن بلعق أحذيتهم ويغرس بالنفوس أنها الفروض المستحبة لطاعة ولاة الأمر أردنا الصدق فكان الكذب هو المتاح وما سواه محظور .
أردنا…………….
وسام خولي (دمشق_القلمون)