البقاء للأبد…. في أعماق التراب
في ساعات الفجر الأولى وبينما أخذت الدنيا تتلون بزرقة الصباح، بدأت قطرات المطر تتساقط رويداً رويداً على أسقف المنازل، موقظة تلك الأحاسيس المفعمة بالحب والهدوء الغافي على وسائدنا المهترئة.
ومع ازدياد قطرات الماء وتأجج المشاعر المتناثرة، بدأت أصوات الطيران الحربي فوقنا وأصوات انفجارات تدوي بحدة
تقلق أنين الحنين وتختلط أصوات الانفجارات بصوت المطر وتختلط معها مشاعر الخوف وتتناثر من حولنا كل الذكريات.
وعندما اختفت تلك الأصوات بدأنا نتبادل النظرات الحائرة التائهة
هل نحن على قيد الحياة؟
هل هناك فرصة جديدة قد سنحت لنا؟
هل يمكن للفطور الشهي ورائحة قهوة الصباح أن تزين مائدتنا؟
نعم إنها الحياة مجدداً عادت من جديد لتتراقص على جثث البيوت المجاورة، فنمر من أمامها صامتين تائهين هاربين من الحزن الذي يرافقنا في كل مكان، ومن الموت الذي يحل ضيفاً ثقيلاً علينا كل يوم.
لم يعد في ذلك المنزل سوى ذلك الشاب الذي قرر الرحيل، أدار ظهره لليأس وانطلق، لقد كان كثير الإلحاح على والديه لمرافقته لكنهما قررا البقاء.
البقاء للأبد……. في أعماق التراب
تغريد العثمان (كفرنبل_إدلب)