خانتني الكلمات
خانتني الكلمات وأنا أصارعها كي تلد الخوف الساكن بداخلي، كحالنا في هذه الأيام أصبحنا نصارع بعضنا البعض في كل شيء، فقدنا نكهة الأشياء الجميلة في حياتنا، أصبحنا نكتب عن الغدر والخيانة وكل شيء لا أخلاقي، أصبحنا نبحث عن الحب والعطف من البشر وكأن فاقد الشيء لا يعطيه، حقاً كيف ستجد الحب في قلوب تتحدث عن الفراق والأحزان والخيانة والبغض؟ كيف نجد طعما للفرحة في عيون من نحبهم ونراهم يودعوننا؟
أصبحت أحلامنا تجهض قسرياً في كل يوم من كثرة ما نجد من أحزان تتوالى عبر كلمات نضطر لأن نحياها وكأنها أصل طبيعتنا، نسينا أننا ذو أخلاق طيبة، فطرنا عليها منذ الصغر لا أعرف كيف يسكننا الشر إن كان تربينا في بيئات شرقية تسعى لنشر الحب بين أبناءها في البيت ثم الحي ثم المدرسة وهكذا حتى تنطلق لحب البلد وما حوله.
لا فجأة أن ما تربينا عليه من خلق حسن ليس سوى كلمات لا أكثر تلاشت مع الأيام ليحتل مكانها الشر المستوطن في كلماتنا عن كل شيء سلبي.
فقدنا قيمة الإنسانية وحفظنا الحزن ونسينا الحب والوفاء الحقيقي في الإنسانية.
أصارع حقا الكلمات كي تولد بوقتها معبرة عن شوقها للحب ولكن للأسف أجهضتها أحلام الوهم التي بت أراها في كل مكان وبت أكره الحزن لأنه استوطنني وسكن ذاتي لشدة ما أعاني من ألم.
سامحني يا قلمي فكلما وددت التعبير عن الحب والإنسانية أرى البغض ليرفض نفسه في أقلام الأخرين فأهزم وأنا حزينة على واقع فرض علينا أن نتقبله.
نور العمري (كفرنبل_إدلب)