لا بد للصبح أن يشرق حتى لو حل المساء
جاء الشتاء ملوحاً لكنه قاطب الحاجبين شاحباً، مستنفراً كل ما في الطبيعية من سكون مستنفذاً كل الطاقات الإيجابية التي تدفعهم للتحمل، حتى شمسه التي تطل كل حين على استحياء، ولم تكن أكثر رحمة من ذاك فالصقيع الذي يجمد قطرة الماء كان يرافقها طول الشتاء.
كان الوطن أكثر دفئاً وطمأنينة، ولقمة العيش ممزوجة باليسر مع السكينة لقد مزقوا بصرخاتهم جميع حواجز الصمت المكبوت في صدورهم خرجوا إلى الشوارع غير آبيهن بمتغيرات الطبيعة ولا مبالين للرصاص المتناثر في الهواء.
ساروا للأمام بقلوب استمدت قوتها من قلوب مؤمنة بأنه مهما طال الليل لابد للفجر أن يأتي ولابد للظالم من يوم، فلابد أن يلبوا النداء منتصرين أو شهداء من أرض الشام المباركة النابضة بالحياة وبجسدها المضرج بالدماء من أجلها من أجل أرضهم المقهورة من أجل أطفالها والنساء لا بد للصبح أن يشرق حتى لو حل المساء.
(تغريد العبد الله)