أردوغان: تركيا لن تخيب أمل الشعب السوري والمنطقة الآمنة ستكون تحت إشرافنا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا لن تسمح لأحد بتولي مسؤولية الإشراف على المنطقة الآمنة المحتمل انشاءها شمال شرق سوريا.
وقال أردوغان مساء أمس، في مقابلة متلفزة مع محطتي “إن تي في” و”ستار تي في” التركيتين، إن من واجب تركيا الإشراف على المنطقة الآمنة، قائلاً: “نحن من سيكون هناك”.
وتابع الرئيس التركي أن الشعب السوري يثق بتركيا، وعشائر المنطقة تدعوها باستمرار لتطهير منطقة منبج السورية من “الإرهابيين” حسب وصفه، لافتاً أن الهدف التركي الرئيسي هو إخراج “ميليشيا ي ب ك\ بي كا كا الإرهابية” من مدينة منبج.
وردا على سؤال حول ما إذا كان قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا مجرد وسيلة لتؤجل تركيا قرارها الخاص بشن عملية عسكرية شرق الفرات، ذكر الرئيس التركي أن المباحثات لا زالت مستمرة مع الجانب الأمريكي في هذا الصدد.
وتابع في ذات السياق قائلا “لكن لو تحول الأمر إلى عملية إلهاء فسيكون لنا موقف مختلف، لكن على ما أعتقد ليس الأمر كذلك، فمنذ عدة ايام تحدثت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هاتفيًا وتناولنا مثل هذه الموضوعات”.
واستطرد مشدد على أن “إصرارنا واضح، وهو أن تبقى المنطقة الآمنة التي تعتبر أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لنا، تحت السيطرة التركية، ولن نتركها لا لألمانيا ولا لفرنسا، ولا للولايات المتحدة. وهذا ما أبلغته لهم بكل وضوح”.
في السياق ذاته شدد أردوغان على أن وحدة الأراضي التركية تمثل أمرًا بالغ الحساسية بالنسبة لتركيا، مضيفًا “والممر الإرهابي (الذي تنوي التنظيمات الإرهابية إقامته شمالي سوريا) يريدون إقامته في المكان الذي نسميه منطقة آمنة بالنسبة لنا. نحن لا يمكن أن نترك تلك المنطقة لبعضهم بما يشكل تهديدًا لنا، نحن سنكون حاضرين هناك”.
وتابع “وبقدر حساسيتنا حيال ذلك الممر الإرهابي، نحن كذلك حساسون بنفس القدر بخصوص وحدة الأراضي السورية. ولأن الشعب السوري واثق فينا فدائما ما يدعوننا لتطهير منطقة منبج من الإرهابيين”.
الرئيس أردوغان شدد كذلك على أهمية تركيا كعنصر أساسي في حل الأزمة السورية، مضيفًا في ذات السياق “فالجميع يدركون جيدًا أنه لا حل لتلك الأزمة بدون تركيا التي لها حدود مشتركة مع سوريا بطول 911 كم”.
وأضاف “نعم نحن فقط من لنا حدود مشتركة مع سوريا على عكس بقية الدول، كما أننا من يأوي 3.6 مليون سوري على أراضينا، ولم يقدم لنا الاتحاد الأوروبي سوى مليار و750 مليون يورو من أصل 6 مليارات تعهد بها، ورغم هذا لم نفتح أبوابنا (أمام المهاجرين)؛ لأننا لو فتحناها ستضطرب أوروبا”.
وذكر أن بلاده أنفقت 37.5 مليار دولار على اللاجئين المقيمين على أراضيها، تشمل نفقات التعليم، والصحة، والملبس، والمأكل والمشرب، وغيرها من النفقات.
في الصدد ذاته أوضح أن 310 آلاف سوري تقريبًا عادوا إلى مدينة جرابلس، وأن قسمًا آخرًا يستعد للعودة إلى مدينة عفرين.
وتطرق أردوغان في تصريحاته إلى أن بلاده تستعد لاستضافة النسخة الخامسة من القمة الثلاثية (بين تركيا وروسيا وإيران)، التي انطلقت نسختها الأولى بمدينة سوتشي الروسية، دون أن يذكر تاريخًا محددًا.
وفي تصريحاته تطرق أردوغان إلى الزيارة المرتقبة لتركيا التي سيجريها جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأمريكي، وصهره، خلال جولته الحالية لمنطقة الشرق الأوسط، رفقة المبعوث الأمريكي إلى إيران، برايان هوك.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان سيلتقي كوشنير أم لا وتقييمه للأمر، قال أردوغان “المباحثات حاليًا ستكون بشكل مكثف حول الاقتصاد ومشاكل المنطقة. وربما التقي به، إذ أن هناك زيارة سيجريها رئيس تشاد لتركيا، كما أن لدي اجتماع مع قادة الرأي في البلاد”.