قوات نظام الأسد تستمرُ بقصفها على ريف إدلب.. وروسيا تدعو أمريكا للرحيل عن الأراضي السوريَّة
استشهد مدني وجرح عدد آخر مساء اليوم، جراء قصف لقوات نظام الأسد المتمركزة بريف إدلب الشرقي، مدينة خان شيخون وجرجناز بريف إدلب الجنوبي.
وأفاد مراسل فرش أون لاين، أن قوات الأسد المتمركزة في قرية أبو دالي بريف إدلب الشرقي، استهدفت مدينة خان شيخون بعشرات القذائف الصاروخية التي تحمل قنابل عنقودية، ما تسبب في استشهاد مدني وإصابة ثلاثة آخرين.
وأضاف، أن قصفًا مماثلاً تعرضت له بلدة جرجناز، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى المدنيين.
وتابع، أن قوات نظام الأسد المتمركزة في بلدة حلفايا، قصفت مدينتي مورك وكفرزيتا بالمدفعية الثقيلة، دون أنباء عن إصابات.
وأردف قائلاً، أن قوات نظام الأسد، استهدفت بلدة كفرسجنة وركايا وحرش عابدين بريف ادلب بشكل مكثف دون ذكر تفاصيل إضافية.
وتتعرض محافظة إدلب لقصف مدفعي وصاروخي متكرر من قبل قوات النظام وروسيا، ما يسفر عن شهداء وجرحى مدنيين، رغم أنها ضمن بالاتفاق الروسي التركي الذي ينص على إيقاف القصف على المنطقة.
وعلى صعيد آخر، تظاهر مئات الطلاب اليوم الأربعاء، في مدينة بنش شرق مدينة إدلب شمالي سوريا، ضد قصف قوات النظام على مناطقهم.
وقال مراسلنا إن حوالي 200 طالب من مدرسة الأمل جالوا أحياء المدينة مرددين هتافات ضد قصف النظام وتضامنا مع المدن والبلدات والقرى التي تتعرض للقصف المستمر.
في حين نفذ فريق الدفاع المدني في مدينة كفرنبل جنوب مدينة إدلب شمالي سوريا، وقفة احتجاجية ضد قصف قوات النظام أيضا للمحافظة وللمطالبة بالمعتقلين في سجونها، بحسب ما أفاد مراسلنا في المدينة.
ومن جهتها اعتقلت قوات نظام الأسد، 50 طفلاً من مدارسهم ومنازلهم في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاماً، وذلك بسبب انتشار قصاصات ورقية عليها عباراتٌ مؤيدة للثورة السورية.
وقالت مصادر إعلامية، إن الاعتقالات جاءت على خلفية انتشار أوراق بالقرب من مسجد العمري في مدينة الرستن كتب عليها “حركة أحرار الشام، قوات المغاوير، خلف خطوط العدو”، يوم الجمعة الماضية.
سياسياً قال الوزير اللبناني السابق فارس سعيد في مقابلة أجراها مع صحيفة النهار: “إن بشار الأسد انتهى، وهو اليوم ليس سوى واجهة لتبرير وجود 4 جيوش أجنبية على الأراضي السورية، إسرائيل في الجولان، وروسيا في الوسط، والإيراني في الجنوب والشرق، والأمريكي في الشمال”.
وتابع سعيد: “الحاكم الفعلي في سوريا اليوم هو الرئيس دونالد ترامب، فهو منذ شهرين يصرح عن انسحابه من سوريا ونقيضه في الوقت نفسه”.
ومن جهة أخرى، وجهت كل من روسيا وقوات نظام الأسد اليوم الأربعاء، بياناً مشتركاً تدعو فيه القوات الأمريكية المتواجدة على الأراضي السورية للرحيل والسماح للقوات الروسية وقوات نظام الأسد بـإجلاء اللاجئين المتواجدين داخل مخيم الركبان الذي يخضع لحصار قوات نظام الأسد من عدة أطراف.
وجاء في البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية أن قواتها وقوات نظام الأسد ستجهزان حافلات لنقل اللاجئين من مخيم الركبان، وستضمنان لهم “العبور الآمن حتى يتسنى لهم بدء حياة جديدة”.
وأضاف البيان “ندعو الولايات المتحدة التي توجد وحدات عسكرية لها على الأراضي السورية بصفة غير مشروعة إلى الرحيل عن البلاد”.
من جهتها طالبت الولايات المتحدة اﻷمريكية بالالتزام باتفاق سوتشي حول إدلب شمالي سوريا حفاظاً على ملايين المدنيين، كما دعت روسيا ونظام الأسد لعدم عرقلة قوافل اﻷمم المتحدة المتجهة نحو مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.
وقال المندوب الأمريكي بالوكالة لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهين إن “اتفاق وَقْف إطلاق النار بإدلب الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في سوتشي، يحمل أهمية كبيرة لحماية 3 ملايين مدني، وحدود حليفتنا بالناتو تركيا”.
وطالب كافة الأطراف بتطبيق اتفاق وَقْف إطلاق النار للحيلولة دون ارتفاع التوتر لمستوى خطير، ولمنع وقوع كارثة إنسانية” مشيرًا إلى أن القصف أجبر 20 ألف شخص تقريباً على التحرك باتجاه الحدود التركية، حيث يشعرون بقلق بالغ حيال ذلك.
وفي سياق آخر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ تل ابيب ستواصل العملَ حتى يتمَّ إخراجُ الإيرانيين من سوريا.
وكتب نتنياهو على “تويتر”، “سنواصل العمل حتى نخرجَ الإيرانيين من سوريا، لأن إيران تهدد بتدميرِ إسرائيل، ولن نسمحَ لها بالتموضعِ قريباً من حدودنا”.
وأضاف في تدوينةٍ أخرى، أن محادثاتِه مع الرئيسِ الروسي فلاديمير بوتين، المقررةِ اليومَ الأربعاء في موسكو، ستتركزُ على التموضع الإيراني في سوريا، وتغييرِ قواعدِ اللعبة الإيرانية هناك، حسب تعبيره.
في خبر آخر وصل مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر إلى تركيا اليوم الأربعاء لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن المتوقع أن تركز تلك المحادثات على خطة أمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
وقال كوشنر، الذي يتولى مسؤولية وضع سياسة واشنطن بشأن إسرائيل والفلسطينيين، “إن الخطة ستتناول قضايا الوضع النهائي للصراع بما في ذلك ترسيم الحدود”.
من جهته أفاد مكتب الرئاسة التركية، أنه من المقرر أن يلتقي كوشنر وأردوغان في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة الساعة الثالثة مساء بالتوقيت التركي
ويعتبر أردوغان من أشد منتقدي دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل، بحسب وكالة رويترز.