قصف متجدد على ريفي إدلب وحماة… وتركيا ترسل تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا
جرح أربعة مدنيين مساء اليوم، إثر استمرار قصف قوات نظام الأسد، لمدن وبلدات ريفي ادلب وحماة، بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية.
وأفاد مراسل فرش أونلاين، أن مدنيين اثنين، أصيبا بجروح جراء استهداف قوات نظام الأسد، بالصواريخ العنقودية لأحياء سكنية في مدينة معرة النعمان جنوب ادلب.
وأضاف المراسل، أن مدنيين اثنين أصيبا أيضا بجراح في قرية الزكاة بريف حماة الشمالي جراء استهداف قوات نظام الأسد المتمركزة في قرية شليوط بصاروخ كورنيت، أحد ورشات العمال في الأراضي الزراعية في القرية.
وقال المراسل، إن قوات نظام الأسد، قصفت مدينة خان شيخون بأكثر من 77 قذيفة صاروخية ومدفعية، ما أدى لدمار كبير في منازل وممتلكات المدنيين.
وتابع، أن القصف طال قرية التح بأكثر من ثلاث قذائف مدفعية، كما طال قرى الخوية والرفة وبلدة التمانعة جنوبي المحافظة، ما أسفر عن أضرار مادية أيضا.
في حين استهدفت قوات النظام في جبل التركمان بريف اللاذقية، بأكثر من 20 قذيفة صاروخية ومدفعية، بلدة بداما وقرية الناجية التابعتين لمدينة جسر الشغور غربي المحافظة، دون أنباء عن إصابات.
وفي سياق متصل، جرح ثلاثة أطفال بانفجار لغم أرضي من مخلفات قوات نظام الأسد، قرب بلدة خربة غزالة شمال شرق مدينة درعا جنوبي سوريا.
وقالت مصادر في البلدة، إن جراح الأطفال خطيرة ونقلوا إلى إحدى النقاط الطبية نتيجة انفجار اللغم فيهم، خلال تواجدهم بأرض زراعية شرق البلدة.
انسانياً، نزحت قرابة 25 ألف عائلة من مناطق شمال وغرب محافظة حماة باتجاه مخيمات على الحدود السورية – التركية شمالي البلاد، نتيجة قصف قوات النظام وروسيا على قراهم منذ بداية شباط 2019.
وقال ناشطون إن 100 ألف نسمة نزحوا من 86 قرية شمال وغرب حماة وخاصة مدينة قلعة المضيق ومنطقة جبل شحشبو وسهل الغاب، باتجاه مخيمات أطمة والكرامة وباتبو والقرى الحدودية مع تركيا، بسبب استهداف قوات نظام الأسد لمناطقهم بأكثر من 150 قذيفة صاروخية ومدفعية يوميا.
في حين وثق “فريق منسقو الاستجابة ” نزوح 65412 نسمة خلال شهر من المنطقة “منزوعة السلاح” في محافظتي إدلب وحماة نتيجة القصف من قبل قوات النظام وروسيا،
في حين وثقت راديو فرش استشهاد واصابة 56 شخصا في مناطق شمال وغرب مدينة حماة، نتيجة القصف خلال شهر شباط الفائت.
وتتعرض محافظة إدلب وشمال مدينة حماة لقصف مدفعي وصاروخي متكرر من قبل قوات نظام الأسد وروسيا، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
ومن جهته أطلق المجلس المحلي في مدينة خان شيخون نداء استغاثة إلى جميع المنظمات العاملة في الداخل السوري، بعد المعاناة التي تلاحق المدنيين في النزوح والمقيمين في المدينة.
وعلى صعيد آخر، حملت الهيئة السياسية في مخيم الركبان اليوم الاثنين، الجانب الروسي مسؤولية الحصار عن المخيم، لإجبار النازحين على العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات نظام الأسد.
كما أن الجانب الروسي يمنع إدخال المواد الغذائية والمحروقات إلى داخل المخيم، معتبرة ذلك جريمة “إبادة” جماعية حسب القانون الدولي وتفوق بخطورتها استخدام الأسلحة الكيماوية.
وتحدث السيد شكري شهاب رئيس هيئة العلاقات العامة والسياسية والناطق الرسمي في المخيم لفرش أونلاين: ” إن الوضع داخل المخيم مازال في حالة سيئة جداً، وأن قوات نظام الأسد المدعومة من العدوان الروسي منذ خمسة عشر يوماً تمنع دخول المواد الغذائية والطبية والمحروقات إلى المخيم، ووصول سعر البرميل 850 دولار إن وجد”.
وأضاف شهاب إن النازحون داخل المخيم يقولون “الموت في مخيم الركبان أفضل من الموت خلف القضبان”.
سياسياً، أرسل الجيش التركي، تعزيزات عسكرية جديدة إلى ولاية هطاي التركية المتاخمة للحدود السورية جنوبي البلاد، بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة على الحدود المشتركة مع سوريا.
ووصلت شاحنات محملة بمركبات عسكرية مدرعة ومجموعة من القوات الخاصة اليوم الإثنين، إلى مناطق مختلفة في الولاية الحدودية مع محافظة “إدلب” السورية حسب ما نقلت وكالة “تركيا عاجل” الإخبارية.
ووصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، اليوم الإثنين، العاصمة التركية أنقرة، ومن المخطط أن يعقد جيفري، غدا الثلاثاء، لقاءات مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، ومسؤولين عسكريين أتراك، وفق وكالة الأناضول التركية.
ومن المنتظر أن يبحث الجانبان عملية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وتطبيق خارطة الطريق المتعلقة بمنطقة منبج التابعة لمحافظة حلب.
ويشار أن قوة المهام المشتركة التي عقدت في أنقرة نهاية شهر شباط، تناولت خطط سحب الولايات المتحدة قواتها من مناطق شرق الفرات، ومنطقة منبج شمالي سوريا، وتفاصيل المنطقة الآمنة المزمعة إقامتها، وسبل سحب الأسلحة التي قدمتها واشنطن لميليشيا قسد.
في حين قالت هيئة الأركان الأميركية المشتركة اليوم الاثنين، إن قائدي الجيشين الأميركي والروسي سيلتقيان في النمسا، لمنع الاصطدام بين قوات البلدين في سوريا.
وأضاف المتحدث باسم هيئة الأركان الأميركية المشتركة الكولونيل باتريك رايدر أن القائدين العسكريين سيبحثان تفادي حصول تصادم خلال عمليات التحالف والعمليات الروسية في سوريا.
يأتي ذلك بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية شباط الماضي، أنها ستبقي عددا من قواتها لـ “حفظ السلام” بعد انسحابها من سوريا.