بعد أربع سنوات على تحريرها….فهل ستبقى إدلب أمل السوريين؟
مضت أربع سنوات على تحرير مدينة إدلب من قبل غرفة عمليات جيش الفتح، الذي أعلن تحرير كافة أحيائها في الثامن والعشرون من شهر آذار من عام 2015 بعد معارك واشتباكات استمرت لأكثر من ستة أيام.
وتمت السيطرة على كامل المدينة والمناطق المجاورة لها باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، وقامت غرفة عمليات جيش الفتح بتمشيط كافة الأحياء والمناطق التي تتواجد بها قوات النظام.
سنوات عديدة مضت على التحرير لكن ذلك كان بداية لأمور كثيرة حصلت في المستقبل، تشرذم الفصائل وتفرقها، الفلتان الأمني، تدمير المرافق الحيوية نتيجة قصف طائرات النظام والاحتلال الروسي، خروج آلاف العائلات منها هربا من استمرار القصف والتفجيرات.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين قال القيادي في الجيش السوري الحر عن الوضع في المدينة بعد السيطرة عليها:” كانت الفرحة كبيرة فتحرير المدينة بعث السرور في نفوس الأهالي المتعبين من القصف والنزوح، لكن تلك الفرحة لم تدم طويلا فتصعيد النظام من عمليات قصفه الصاروخي والجوي، أجبرت ألاف العائلات على ترك منازلها باحثة عن ملجأ يحميها من القصف، كما وسادت بعد التحرير حالة من الفلتان الأمني، فانتشرت حالات الخطف والقتل وكل ذلك يعود لتشرذم الفصائل وتفرقها، وتدهور الوضع المعيشي للمدنيين، وبالرغم من كل الصعوبات والتحديات إلا أن خروج المدينة من قبضة الأسد كان أفضل بكثير وكثير”.
وبعد فترة من التحرير والاستقرار النسبي وعودة الحياة إلى المدينة، تشكلت الهيئة السياسية في محافظة إدلب وكانت من أولى المؤسسات الثورية التي تحققت وتكاملت بعملها ومكاتبها في المدينة بعد التحرير.
وعن هذا يقول المتحدث الرسمي للهيئة السياسية في المدينة الأستاذ أحمد البكرو:
“إدلب طريق التحرير والحرير ما بين رحى الموت إلى ولادة حياة الحرية هكذا بدأ حديثه وأضاف إنه منذ الثامن والعشرون من آذار من عام 2015 وحتى هذه الأيام تعيش المدينة ما بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة، فالعديد من الأحداث تتابع على المدينة بعد تحريرها قصف وفلتان أمني”.
وتابع “البكرو” أنه بعد سيطرة النظام على كامل مناطق خفض التصعيد تم تهجير كل من رفض البقاء تحت سلطة الأسد إلى المدينة، فإدلب اليوم تعتبر وطنا وأم لكل السوريين.
وفي سياق الحديث يقول إن نظام الأسد أصبح متهالكا يتحسر على أسوارها، إيرانيون طائفيون بائسون يؤجلون ثاراتهم على أرضها، ونظام روسي يشعر بخسارة تجارته بدونها، ونظام دولي يحاول أن يعيد إليه شريان الحياة بطرقاتها، ونظام عربي غلب الصمت على أغلب رؤسائه، فحتى شعارات التنديد غابت عن ألسنتهم، وجار تاريخي يدرك بأنها صمام أمان حدوده.
وأضاف البكرو أن إدلب اليوم أصبحت الأمل والجسر الوحيد لكل من رفض الخنوع ل “سفاح دمشق”، ذلك الجسر الذي يمكن أن يوصل الى سورية الحديثة محليا واقليميا ودوليا والذي إذا ما سقط أو بقي مستهدفا ومتهالكا لن يتاح لأحد الوصول إلى بر الأمان.
من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، يبقى الدفاع المدني أو ما يعرف بالخوذ البيضاء بارقة أمل للمدنيين في المحافظة وأريافها، فالشعار الذي تتخذه الخوذ البيضاء تردد في بدايات تأسيسها، شعار وجب الحفاظ عليه حتى آخر رمق من الحياة بالنسبة لعناصر الدفاع المدني.
وعندما يحل الخطر ترى وتشاهد فرق الدفاع المدني تعمل على أوسع طاقاتها من خلال الأعمال الإنسانية والخدمية وإسعاف المصابين والجرحى وانتشال الأشخاص من تحت الإنقاض، جراء القصف الهمجي للنظام وروسيا، ومن خلال التفجيرات التي تطال الأحياء السكنية في كافة أحياء المدينة.
مضت أربع سنوات على تحرير مدينة إدلب، لتصبح اليوم الشغل الشاغل لكافة دول العالم ومباحثاته في ظل تهديدات مستمرة من قبل نظام الأسد ومن يقف خلفه من كافة مرتزقة العالم، فهل يغير الوضع في المحافظة سير المفاوضات السياسية سواء كانت علنية أو غير علنية وتبقى المحافظة الأمل الوحيد لملايين السوريين التواقين للفرج والحياة الآمنة.
حمزة العبدلله (كفرنبل-إدلب)