الشبكة السورية لحقوق الإنسان تطالب مجلس الامن بتجريم مرتكب مجازر الكيماوي في سوريا
طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتحديد المسؤولين عن هجوم خان شيخون الكيميائي، وغيره من الهجمات الكيميائية في سوريا.
وأكدت على ضرورة تحميل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مزيداً من المسؤولية تدفعهم إلى عدم التفكير في أي نوع من العلاقة مع نظام يستخدم أسلحة دمار شامل ضدَّ المدنيين في هذا العصر الحديث أمام أعين العالم أجمع.
وشددت على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي لإيجاد تحالف إنساني حضاري يهدف إلى حماية المدنيين السوريين من الأسلحة الكيميائية، وكل أنماط القتل التي استخدمت بحقِّه طيلة ثمانِ سنوات.
ولفتت الشبكة إلى أن مقدمة عمليات التعويض تأتي محاسبة نظام الأسد عما ارتكبه من انتهاكات شكَّلت جرائم ضدَّ الإنسانية بحقِّ الشَّعب السوري، وأن يقود هذا التَّحالف عملية سياسية تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي نحو نظام يحترم حقوق الإنسان والديمقراطية ويُساهم في محاربة الأسلحة الكيميائية والجرائم.
وأشار تقرير الشبكة إلى أن هجوم خان شيخون الكيميائي كان أول هجوم كيميائي تدعمه القوات الروسية بشكل واضح، وقد رصدنا مؤشرات عدة تدعم ادعاءَنا ضدَّ النظام الروسي، فقد شنَّ سلاح الجو الروسي غارات جوية عقبت الهجوم الكيميائي بوقت قصير، استهدفت طرقات عدة مؤدية إلى مدينة خان شيخون، وهذا أعاق بشكل كبير عمليات الإسعاف ونقل الحالات الحرجة إلى المشافي والمراكز الطبية الواقعة على الحدود التركية.
كما رصد فريق الشبكة السورية غارات جوية روسية إضافية استهدفت مشفى الرحمة في مدينة خان شيخون ومركز الدفاع المدني اللَذين كانا يُقدمان الإسعافات الأولية للمصابين، وحدثت هذه الهجمات بعد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية بقرابة ثلاث ساعات.
ولقد أثبتت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام السلاح الكيميائي في مدينة خان شيخون دون أن تُحدِّد من قام باستخدامه، لكنَّ آلية التحقيق المشتركة التي أنشأها قرار مجلس الأمن 2235 الصادر في آب/ 2015، قد أثبتت مسؤولية النظام السوري عن هجوم خان شيخون، كما وثَّقت لجنة التَّحقيق الدولية المستقلة الخاصة بسوريا مسؤولية نظام الأسد عن هجوم خان شيخون.
ووفق الشبكة، يتحمَّل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤولية استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية لاحقاً، لأنَّ رد الفعل المخجل والضعيف قد شجَّع نظام الأسد على تكرار ارتكاب الانتهاكات التي تُشكِّل جرائم حرب، وبحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية فقد نفَّذ نظام الاسد ما لا يقل عن 14 هجوماً كيميائياً عقبَ هجوم خان شيخون، كان آخرها هجوما دوما في 7/ نيسان/ 2018.
وجاء في التقرير: لقد بلغت الهجمات الكيميائية الموثَّقة في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان قرابة 221 هجوماً كيميائياً منذ 23/ كانون الأول/ 2012 وهو تاريخ أول استخدام موثَّق لدينا للسلاح الكيميائي في سوريا حتى 4/ نيسان/ 2019،
وتسبَّبت تلك الهجمات في مقتل ما لا يقل عن 1461 شخصاً، مسجلون في قوائمنا بالاسم والتفاصيل، جميع الضحايا قضوا في هجمات نفَّذها نظام الأسد على المحافظات والمدن السورية.