“عيسى دملخي” ممثل سوري شاب يحقق الشهرة من خلال فيلم بوسني في تركيا
من أحد أحياء حلب المحاصرة إلى تركيا انطلقت رحلة الفتى السوري”عيسى دملخي” ليحقق نجاحاً وشهرة في عالم التمثيل بعد أن رأته المخرجة البوسنية “عايدة بيجيك” من بين عشرات الأطفال َ-حينها- واختارته ليؤدي دور البطولة في فيلمها الجديد “لا تتركني” وخضع لورشة فنية في أساسيات التمثيل قبل أن يبدأ رحلة التصوير التي امتدت لشهرين.
وتدور أحداث الفيلم الذي تم تصويره في ولاية أورفة -جنوب تركيا- في أكناف ثلاثة أطفال يتامي هم “عيسى” و”أحمد” و”معتز” يهربون من الحرب ويأتون إلى “شانلي أورفا”، حيث سيواجهون رحلة مليئة بمشاعر الكره واليأس، ويظهر الفيلم عبر أكثر من ساعة ونصف كيف يتعامل هؤلاء الأطفال وأقرانهم اللاجئين مع صدمات الحرب وكيف يتواصلون مع السكان الأتراك ويضطرون لبيع المناديل الورقية في شوارع المدينة وأزقتها ليعيلوا أسرهم.
وروى عيسى 18 عاماً لـ”زمان الوصل” أن بدايته في التمثيل كانت في الحادية عشرة من عمره، حيث شارك في العديد من المسرحيات ومنها “مفاتيح السعادة” و”الكيماوي” وفي عام 2014 سقطت قذيفة على منزل أهله فأصيب مع والده وتم إسعافهما إلى تركيا ليقضي والده متأثراً بإصابته وبعد تماثل عيسى للشفاء التحق بإحدى المدارس التركية في “غازي عنتاب”، وزارت المدرسة المخرجة السينمائية البوسنية “عايدة بيجيك” لاختيار عدد من التلاميذ للمشاركة في فيلمها الجديد وعندما لمست موهبته -كما يقول- وقع اختيارها عليه من بين 350 طفلاً وقامت بتدريبه من خلال ورشة تدريبية لعدة أيام وبعدها بدأ بتصوير الفيلم الذي استمر لمدة شهرين.
وروى “عيسى” أن الفيلم يشبه قصة حياته ويروي قصة طفل بذات اسمه قتل والده وأتى إلى تركيا مع أمه وأخته، وبعد فترة قصيرة تتوفى أمه وينقل “عيسى” إلى الميتم وأخته إلى المستشفى فيتم وضعه في ملجأ للأيتام وهنا تبدأ معاناة جديدة في حياة الطفل الذي يجد نفسه بحاجة لجمع المال، لكي يحقق مطالب أخته، وحصل الفيلم -كما يقول عيسى- على عدة جوائز عالمية ومنها أفضل فيلم في الصين وشارك في مهرجانات دبي وأنطاليا –تركيا ورُشح لجائزة الأوسكار وأفضل فيلم في البوسنة ةعدة جوائز أخرى.
وكشف الممثل الشاب أنه لم يتمكن من الذهاب إلى أماكن عرض فيلمه “لا تتركني” بسبب جواز سفره، ولكونه لاجئاً سورياً ولكنه علم من المخرجة أن الفيلم لقي صدى كبيراً في الصين وألمانيا وغيرهما من البلدان.
ولفت بطل الفيلم إلى أنه لم يجد صعوبات في تصوير الفيلم ولم يشعر بالتردد أو الارتباك رغم أنه الفيلم الأول بالنسبة له، وكان في كل مشهد يضيف شيئاً جديداً على صعيد الأداء والإحساس بالدور.
وأضاف أنه استفاد الكثير من الفنانين الأتراك والعرب الذين شاركوه بطولة الفيلم.
المصدر: زمان الوصل