تتبدل الأزمنة وأداة القتل واحدة
منذ بداية الثمانينات آلاف الأسر في حماه فقدت أبنائها وأطفالها ونسائها في محرقة استمرت نحو الشهر في مدينة أبي الفداء تغير خلالها لون نهر العاصي، فالنواعير لم تعد تحركها المياه بل دماء الأبرياء، لم يبق فيها حجر على حجر، قتل الشاب والطفل والكهل وقتلت الأجنة في بطون الأمهات.
ومنذ ذلك الحين جرّدت المدينة من كل شيء، لم يكن هناك من يستطيع أن يقول ما حصل ويحصل، فالحقد والآلة العسكرية والأمنية كانت أقوى من حناجر الأحرار.
ومنذ أيام وبنفس الآلية العسكرية ومع نفس الأشخاص وبنفس القذارة هدمت مدينة أبي العلاء وانطفأت تلك المنارة
وليس ذلك كل ما حصل فقط، فقد قتل ذاك الرجل الكهل الذي ملأت الحياة وجهه بالتجاعيد، رافضاً الخروج من بيته فكان حقد الأسد وأعوانه الأقرب لإنهاء حلمه، أن يرى بلده حرة يرفرف في سمائها علم بثلاثة ألوان وثلاثة نجوم اللون الأخضر يطغي على ملامحه، ولم ولن تكن تلك الجريمة هي الأخيرة ومازالت تلك الآلة الحاقدة الملطخة بدماء الشعب السوري ترتكب أبشع المجازر في أزمنة ووجه مختلفة،
وهذا ما شاهدناه بالأمس، أصلع قذر من أذناب ها النظام الحاقد يدمر حرمة القبور وينبش الأموات وكأن البيوت قد فرغت حتى يلتفت من التعفيش إلا نبش القبور..نعم ففي نظام حاقد قاتل مجرم تارة أصلع وتارة أعور، الاختلاف في الشكل.. لكن الفعل والإجرام واحد وبنفس الحقد واللؤم على أبناء الشعب السوري الثائر.
شاهدنا بالأمس أصلعاً مجرماً وهو يدنس أطهر بقاع الأرض لم ير أحد على قيد الحياة، يخرج بوجه يملأه اللؤم والحقد والكره في أحد مقابرنا بعد أن هدم طيران المجرم أغلب شواهدها
يتلذذ بنبش القبور وهذا ليس غريب عنه يكسر الشواهد ومن حوله يكملون النبش والآخر يضع الجمجمة أمامه ويحقق معها باستهزاء.
لكن الحقيقة التي يفهمها الأصلع والأعور وغيرهم من عاهات جيش الحاقد بشار الأسد وأعوانه، أنه حتى رفاة موتانا باتت ترعبهم لأنهم يعرفوا، وكيف لا ترعبهم وهي رفاة من بذل دمه لحريته.
فالحقيقة أن أرواح الأبطال التي كانت في تلك الأجساد البالية هي لأبطال وأبناء أبطال خاضوا المعارك ودافعو أرضهم وعرضهم، وستبقى تلك الجماجم المكسرة لعنة تلاحق أصحاب الخسة والنذالة
وباختصار الإجرام مستمر بكل آلياته والمجرم يزداد خسة ووضاعة.
بقلم: فراس محمد (ريف اللاذقية)