الشرق الأوسط: واشنطن قدمت عروض “مغرية” لروسيا خلال السنوات الماضية للتوصل لحل في سوريا
نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريراً تحدثت فيه عن تفاصيل مفاوضات غير علنية بين موسكو وواشنطن بشأن عدة قضايا على رأسها القضية السورية.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن واشنطن قدمت عروض لموسكو حول سوريا خلال السنوات الماضية في مفاوضات رسمية وغير رسمية، حيث جرت في العاصمة النمساوية “فيينا” الكثير من جولات التفاوض الغير معلنة بين عامي 2019 و2020.
وكشفت الصحيفة أن تلك المفاوضات شارك فيها المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فرشينين، وأن المفاوضات منذ أن بدأت قبل سنوات بين الطرفين، غالباً ما كانت الولايات المتحدة تقدم المقترحات والأفكار والأوراق لروسيا.
وأوضحت أن الورقة التفاوضية الأبرز قدمها جيمس جيفري لروسيا في ربيع عام 2019، مشيرة أنها كانت عبارة عن عرض أمريكي “مغري” مقدم لروسيا، وتضمنت الورقة خريطة واضحة لمطالب واشنطن لموسكو تمهيداً لقمة الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في قمة العشرين في اليابان في حزيران/ يونيو 2020.
وأضافت الصحيفة إن الولايات المتحدة أرادت إخراج الميليشيات الإيرانية وجميع القوات التي دخلت سوريا بعد عام 2011، بالإضافة إلى تجريد نظام الأسد من الأسلحة الكيماوية، والدفع بعملية التسوية السياسية في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما شمل العرض الأمريكي أيضاً تحريك عملية اللجنة الدستورية، ووقف إطلاق نار شامل على مستوى سوريا، فضلاً عن توفير إجراءات لعودة طوعية وكريمة وآمنة للاجئين السوريين، بالتزامن مع وقف الاعتقالات والإفراج عن المعتقلين.
وأشارت الصحيفة أن المقابل الذي ستمنحه واشنطن لموسكو في حال تنفيذ الطلبات الأمريكية، يتضمن إعفاءات من العقوبات، والتوقف عن فرض عقوبات إضافية على روسيا.
كما شمل أيضاً رفع أمريكا القيود على التطبيع مع نظام الأسد، والسماح للدول الراغبة بالمشاركة بعملية إعادة الإعمار في سوريا أن تساهم بتمويل العملية، بالإضافة إلى العمل على تزويد سوريا بالكهرباء من الأردن، وتقديم المساعدات للمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
ونوهت الصحيفة أن العرض الأمريكي كان تفصيلياً بحيث يتضمن خطوات تنفيذية متبادلة بين الطرفين في إطار جداول زمنية محددة، وأن رد موسكو على العرض المقدم من قبل واشنطن، كان “الاكتفاء بإعطاء إشارات غامضة وكلمات ملتبسة، وبعض الوعود الخلبية”.