منسقو الاستجابة يطالب المجتمع الدولي بضرورة تسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين في شمال غربي سوريا
طالب فريق منسقو استجابة سوريا في بيان أصدره، اليوم الإثنين، بالتزامن مع اجتماعات مجلس الأمن الدولي حول سوريا، وانعقاد مؤتمر بروكسل الخامس للمانحين، المجتمع الدولي بضرورة تسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين، ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غربي سوريا.
وقال فريق منسقو استجابة سوريا، “إن روسيا تحاول منذ بداية تدخلها في سوريا، العمل على تقويض جهود فرض السلام والاستقرار في منطقة خفض التصعيد العسكري في محافظة إدلب السورية من خلال شن هجمات عسكرية لصالح نظام الأسد”.
وأوضح البيان أن نظام الأسد شنّ مع روسيا أكثر من ست حملات عسكرية على مناطق شمال غربي سوريا منذ توقيع اتفاق سوتشي أيلول 2018، نزح خلالها أكثر من نصف سكان المنطقة، الذين يعيش معظمهم في مخيمات بدائية تفتقر إلى أدنى المقوّمات الإنسانية.
وأضاف البيان أن هجمات نظام الأسد وروسيا أدت إلى تدمير واسع النطاق في المنشآت والبنى التحتية التي وصل عدد المستهدَف منها منذ اتفاق سوتشي إلى أكثر من 700 منشأة، تضمّنت مدارس ومشافياً وأسواقاً شعبية ومراكز خدمية ومراكز إيواء للنازحين، ما زاد أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في مناطق شمال غربي سوريا إلى أكثر من 80% من أصل أربعة ملايين مدني يعيشون في المنطقة المذكورة.
واتهم منسقو الاستجابة، بسعي روسيا بشكل مكثف لإيقاف قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المناطق المنكوبة في سوريا والعمل على حصر دخول المساعدات الانسانية عبر طرق تابعة لنظام الأسد، مقابل الحصول على مكتسبات سياسية أبعد ما تكون عن نطاق الإنسانية”.
وشدد منسقو الاستجابة، على الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بموضوع دخول المساعدات الانسانية إلى سوريا والعمل على منع روسيا القيام بتصرفات عدائية ضد المدنيين من خلال العمل على فرض سياسة التجويع الممنهج بغية تحصيل مكاسب سياسية إقليمية ودولية، أو العمل خارج نطاق مجلس الأمن الدولي في حال الإصرار الروسي الصيني على تعطيل القرارات.
وحذّر فريق منسقو الاستجابة من “تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا عامة وشمال غربي سوريا على الأخص، تبعاً لإجراءات منع المساعدات، ما يتسبب بكارثة إنسانية قد تحل بالمدنيين، الأمر الذي يشكّل مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين”.
وأضاف البيان أن إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا، سيتسبب بكارثة إنسانية من أبرز ملامحها ارتفاع معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، وزيادة حالات سوء التغذية الحادّ عند الأطفال والأمهات، وحدوث انهيارات اقتصادية متعاقبة، إضافة إلى انعدام الخدمات الطبية الأساسية في المشافي والنقاط الطبية، وخاصة مع الاستهداف المتكرر للمنشآت الطبية في المنطقة.
وحث البيان، مجلس الأمن الدولي على التعجيل بتجديد آلية دخول المساعدات الانسانية عبر الحدود إلى سوريا، والتشديد على التزام المانحين في مؤتمر بروكسل بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، كما حث جميع أعضاء مجلس الأمن على مضاعفة التزامهم بالعملية السياسية بهدف التوصل إلى حل دائم يحترم احتراماً كاملاً حق الشعب السوري في تقرير المصير والاستقلال.
وتبدأ أعمال مؤتمر بروكسل الخامس حول مستقبل سوريا والمنطقة، اليوم الإثنين، التي تستمر يومين، برئاسة مشتركة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ويتزامن ذلك مع انعقاد جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي، حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، يُتوقع أن تطرح مسألة تمديد إدخال المساعدات عبر الحدود، الأمر الذي ترفضه روسيا، وتطالب بأن يتم إدخال أي مساعدات عبر الحدود عن طريق نظام الأسد.