باحثة أمريكية: لن يواجه الأسد العدالة في الوقت القريب
تحدثت الباحثة في معهد “ييل جاكسون” للشؤون العالمية “جانين دي جيوفاني” عن تملص الحكام من العقاب بعد أن يدمروا بلدانهم في الحروب، ومن بينهم رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
وقالت دي جيوفاني، في مقال بمجلة “ذي أتلانتك” الأمريكية، إن الأسد لا يزال يخوض حربًا استمرت عقدًا من الزمن “بانتصار فعلي” على الأرض ولكن عن طريق القتل والاغتصاب والتعذيب والغاز الكيماوي على شعبه، وأصبح عهده مرتبطا بالحرب التي بدأت في 2011 بمظاهرات سلمية قبل أن تتفاقم إلى صراع متعدد الأطراف، مزق البلاد وحصد أرواح مئات الآلاف وتسببت في نزوح 11 مليونًا، أي حوالي نصف سكان البلاد، عن ديارهم.
وتضيف دي جيوفاني، قائلة: “لن يواجه الأسد العدالة في الوقت القريب، لاسيما أن للمحكمة الجنائية الدولية اختصاص محدود في سوريا، حيث لم توقع دمشق على المعاهدة الخاصة بها”.
برأي الكاتبة هذا لا يعني تخلي المجتمع الدولي “عن محاولة تحقيق العدالة، حيث توجد آليات لضمان استمرار هذا المسعى، مثل محاولات ألمانيا وفرنسا لممارسة ما يُعرف بالولاية القضائية العالمية، أو الإقرار بجرائم أسماء، زوجة الأسد، في المملكة المتحدة كونها مواطنة بريطانية”.
ويشكل مبدأ الولاية القضائية العالمية إحدى الأدوات الأساسية لضمان منع الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنسانية وتجريم مرتكبيها وقمعها، وفي فبراير الماضي، قضت محكمة ألمانية بسجن ضابط مخابرات سوري سابق أربع سنوات ونصف بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وكانت هذه أول محاكمة من نوعها بشأن أعمال وحشية منسوبة لنظام الأسد.
وفي هذه القضية، لجأ المدعون الألمان إلى تطبيق مبدأ “الولاية القضائية العالمية” الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطيرة بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم، وأضافت “حتى إذا لم يتم تأمين العدالة من خلال هذه الوسائل، فلا يزال من الممكن عمل الكثير حتى يتم تحقيقها”.
وفي كيغالي، يتم الاحتفاظ بالذاكرة بطريقة مختلفة، حيث تم دفن رفات حوالي 250 ألفا من ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 في نصب تذكاري أصبح مركزًا تعليميا يهدف إلى ضمان تنبيه الأجيال حول نتائج الكراهية.
أما في سوريا، فيجب تأجيل المساءلة لأنه لا يوجد مسار واقعي، لكن “الحكومة ستتغير، والأسد سيسقط، وحينها لن يستطع التهرب من الحساب”، على حد قولها، وعندما تحين فرصة تحقيق العدالة، يجب على المجتمع الدولي، بحسب جيوفاني، التركيز على تسجيل الفظائع التي ارتكبها الأسد ونظامه حتى يتسنى تقديمها إلى القضاء الدولي وحفظ الذاكرة.