جلود نباتية مصنوعة من الفطر يمكن أن تشكل مستقبل صناعة الجلود
لا يزال الجلد الطبيعي من أكثر المواد الطبيعية متانة وتنوعا. مع ذلك، يشكك بعض المستهلكين في التداعيات الأخلاقية والاستدامة البيئية لاستخدام المنتجات التي يتم الحصول عليها من الحيوانات.
هذا التحول في المعايير الاجتماعية هو السبب الرئيسي في أننا نرى موجة من البدائل الصناعية تتجه نحو السوق. وتعتبر بدائل الجلود المنتجة من البوليمرات الاصطناعية أفضل حالا من حيث الاستدامة البيئية، وقد حققت حصة سوقية كبيرة السنوات الأخيرة.
لكن هذه المواد تواجه نفس مشكلات التخلص مثل أي بلاستيك اصطناعي. لذلك، بدأ سوق الجلود في التطلع إلى ابتكارات أخرى. قد يبدو الأمر غريبا، لكن المنافس الأخير هو الفطر.
في مقال للصحفية ليندا نوردينغ نشر بموقع دورية “نيتشر” بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول، تتحدث عالمة التخمرات تشوتشو هوانغ التي تعمل لدى ميكورينا وهي شركة تكنولوجيا حيوية تقوم بزراعة البروتين النباتي القائم على الفطريات “بدأت الشركة العمل عام 2017 ومقرنا في جوتنبرغ، السويد، ويمكن استخدام البروتين الفطري الذي نزرعه لتصنيع مجموعة متنوعة من المنتجات، من الجلود النباتية إلى علف الحيوانات وبدائل اللحوم”.
حسب مقال نشر على موقع “ذا كونفرسيشن” في سبتمبر/أيلول 2020، يعتبر جلد الفطر النباتي جلدا صناعيا أو شبه صناعي من الفطريات ويقدم بديلا أخلاقيا للجلد الطبيعي. وتستفيد هذه التقنيات من الغزل الفطري، فعندما يزرع الغزل الفطري على نشارة الخشب أو النفايات الزراعية، فإنها تشكل حصيرة سميكة يمكن معالجتها بعد ذلك لتشبه الجلد.
العملية بسيطة للغاية، ويمكن إتمامها بأقل المعدات والموارد بواسطة الحرفيين. ويمكن أيضا ضبطها صناعيا للإنتاج بالجملة، ويبدو المنتج النهائي وكأنه جلد حيواني، له متانة مماثلة.
عندما يزرع الغزل الفطري على النفايات الزراعية يشكل حصيرة سميكة يمكن معالجتها ليشبه الجلد (ويكيبيديا)
ونظرا لأنه يتم استخدام الغزل الفطري وليس الفطر، فيمكن إجراء هذه العملية البيولوجية الطبيعية في أي مكان، فهي لا تحتاج إلى ضوء، وتحول النفايات إلى مواد مفيدة، وتخزن الكربون عن طريق تكديسه في الفطريات النامية.
ويستغرق الانتقال من بوغ واحد إلى منتج “جلد الفطريات” أسبوعين، مقارنة بالسنوات اللازمة لتربية بقرة حتى مرحلة النضج. وتستخدم الأحماض الخفيفة والكحول والأصباغ عادة لتعديل المادة الفطرية، والتي يتم ضغطها وتجفيفها ونقشها.
الجلد مادة مصنوعة من جلد الحيوانات وشائع الاستخدام للأزياء، وتقوم الصناعة بذبح مليارات الرؤوس من الحيوانات كل عام لصنع الملابس والأحذية وحقائب اليد وغيرها من الملحقات.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فإن صناعة الجلود مسؤولة عن حوالي 14% من جميع انبعاثات الدفيئة، وتمثل تربية الماشية وحدها حوالي 65% من تلك النسبة. ويرتبط إنتاج الجلود بتربية الحيوانات، ويتطلب صنعها مواد كيميائية سامة بيئيا، ودباغة الجلود لا تزال كثيفة الاستخدام للطاقة والموارد وتنتج الكثير من النفايات أثناء المعالجة.
وتتطلب معالجة المنسوجات المشتقة من الحيوانات أطنانا من المواد الكيميائية الضارة التي تلوث الأنهار ومصادر المياه والتربة، حيث يتم إطلاقها غالبا دون معالجة في البيئة المجاورة.
وحاليا، يختار المزيد من المستهلكين حول العالم بدائل للملابس والحقائب والأحذية والإكسسوارات المصنوعة من الحيوانات، مثل جلد الفطر المصنوع من الموارد الطبيعية.
المصدر: الجزيرة نت