سراقب تحت النار.. وتقاعس محلِّي ودولي لاحتواء الأمر
تتواصل الحملة العسكرية التي تشنها قوَّات الأسد مدعومة بالميليشيات الطائفية وبمساندة طيران الأسد والعدوان الروسي على قرى وبلدات ريف إدلب الشَّرقي والقريبة من مطار ابو الظهور العسكري في محاولة من قبل النظام السيطرة على مواقع في محيط المطار العسكري.
وتشهد مدينة سراقب الواقعة شرقي محافظة إدلب والقريبة من الأوتستراد الدولي دمشق-حلب حملة قصف جوي ومدفعي وصاروخي ممنهجة منذ ما يقارب الشهر تقريباً، وازدادت وتيرة التَّصعيد على المدينة خلال الاسبوعين الآخرين بشكل ملحوظ.
وأدَّت الحملة العسكرية على المدينة والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى المدنيين، إضافة الى دمار كبير لحق بالبنية التَّحتيَّة، وشهدت المدينة حركة نزوح كبيرة من قبل المدنيين إلى مناطق أكثر أمنا في ظلِّ ظروف انسانيَّة صعبة تعيشها المحافظة بسبب موجات النزوح من مناطق ما يسمى بشرق سكة الحديد.
واستهدفت المدينة بمئات الغارات الجوِّيَّة إضافة الى قصفها بمختلف أنواع الاسلحة من مدافع وصواريخ وتكاد سماء المدينة لا تخلو من مختلف انواع الطَّائرات التي تستهدف المدينة بالبراميل المتفجرة والصواريخ الشديدة التفجير إضافة الى النابالم الحارق في ظل حركة معدومة من قبل الاهالي في المدينة، حيث تبدو المدينة كمدينة أشباح وفي بيان للمجلس المحلي للمدينة أعلنها مدينة “منكوبة” وطالب المنظَّمات الإنسانية بتحمُّل مسؤوليَّاتها في ظلِّ عجز من قبل المجلس على تقديم المساعدة للأهالي.
وتستمر المعارك في الريف الشرقي للمدينة بين هيئة تحرير الشام وقوَّات الأسد والميليشيات الدَّاعمة لها في محاولة من قبل الأخير السيطرة على بعض المواقع والتِّلال المطلَّة على مطار ابو الظهور العسكري في محاولة من قبل النظام تأمين قوَّاته من هجمات فصائل المعارضة مستقبلاً.
ولم يكن القطَّاع الطبي بعيداً عن مرمى الطَّائرات وصواريخها حيث استهدفت الغارات مشفى “عدي” في المدينة ما أدَّى لخروجه عن الخدمة بشكل كامل، كما واستهدفت الغارات فرق الدِّفاع المدني أثناء قيامهم بعملهم في انقاد المدنيين إضافة إلى سيارات الإسعاف والفرق الطبِّيَّة.
وأثارت الحملة العسكريَّة الَّتي تتعرض لها مدينة سراقب سخطاً كبيراً من قبل الأهالي في محافظة إدلب متَّهمين الفصائل العسكريَّة بالتَّقاعس عن
القيام بواجباتهم في التَّصدِّي لقوَّات النِّظام وطالبوهم بالتَّحرك السَّريع والفوري لصدَّ تقدُّم قوَّات الأسد، وطالب عدَّة نشطاء في محافظة إدلب في بيان لهم الفصائل العسكرية بالاندماج.
المواطن “محمد علي العبد لله” لفرش أونلاين: “حتى الآن لم تتحرك الفصائل لمساندة أهالي مدينة سراقب، ما الَّذي ينتظرونه، يجب عليهم التَّحرك والبدء بعمليات عسكريَّة للتَّخفيف عن المدنيين قبل أن يفوت الأوان”.
حالة من القلق والتَّرقُّب تسود الشَّارع الإدلبي، في ظلِّ تكهُّنات لناشطين على مواقع التَّواصل الاجتماعي، عن نيَّة قوَّات الأسد فكِّ الحصار عن ميليشياتها المحاصرة في بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب إبان تحرير المحافظة، لتبقى مجرَّد تكهنات في ظلِّ الصَّمت الدولي وعدم قدرة فصائل المعارضة صدَّ الهجوم، نتيجة اتِّباع الطَّرف الأول سياسة الأرض المحروقة في المناطق الَّتي يتقدُّم إليها.
حمزة العبد الله (إدلب- كفرنبل)