غوارديولا يقترب من إسكات منتقديه بقيادة سيتي للقب دوري الأبطال
يقف مانشستر سيتي الإنجليزي على مشارف تحقيق ثلاثية تاريخية، ويريد مدرّبه الإسباني الفذّ بيب غوارديولا ترك بصمة دامغة في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يخوض النهائي السبت المقيل ضد إنتر ميلان الإيطالي.
ويقف إنتر عقبة أمام معادلة سيتي أبرز إنجاز لكرة القدم الإنجليزية حققه مانشستر يونايتد عام 1999، عندما أحرز ألقاب دوري الأبطال والدوري المحلي والكأس المحلية.
بالنسبة لغوارديولا، هناك حساب شخصي مع مسابقة تفلت من قبضته منذ 12 عاما.
ويُعدّ الكتالوني أبرز مدرّبي جيله، مع 11 لقبا في الدوري المحلي خلال 14 موسما أمضاها على رأس برشلونة الإسباني، وبايرن ميونخ الألماني، وسيتي.
لكن منذ تتويجه القاري الثاني في 2011، خلال أعوامه الثلاثة الأولى مع برشلونة، عانى غوارديولا من سلسلة خسارات في الأدوار المتقدمة، بعضها كان مؤلما.
وبعد السقوط الدرامي أمام تشلسي الإنجليزي في نصف النهائي، في سنته الأخيرة في ملعب كامب نو، توقف مشوار بيب 3 مرات في المربع الأخير مع بايرن ميونخ.
ومع سيتي، احتاج إلى 5 محاولات لتخطي ربع النهائي، ثم بلغ النهائي وسقط في الامتحان الأخير أمام تشلسي قبل سنتين، ليستمر بحث النادي عن لقب أول في البطولة القارية الأم.
وواجه عودة خارقة من ريال مدريد الإسباني الموسم الماضي، فودّع مصدومًا الدور نصف النهائي.
بعد خسارة فريق غوارديولا في نهائي 2021، اتُّهم الكتالوني بـ”التفكير الزائد”، وتعقيد مهمة تشكيلته الغنية بالمواهب.
لكن حسّه التكتيكي ساعده في تعويض بداية متقلّبة هذا الموسم، على مسار تحقيق إنجاز تاريخي للقسم الأزرق من مدينة مانشستر.
وتساءل غوارديولا علنا في يناير/كانون الثاني الماضي عن مدى تعطش لاعبيه للاستمرار في إحراز الألقاب، عندما كان يتأقلم هدافه النرويجي الفتاك إرلينغ هالاند في طريقه لتسجيل 52 هدفا في مختلف المسابقات.
وطُرحت تساؤلات كثيرة حول سبب التخلي عن البرتغالي جواو كانسيلو في فترة الانتقالات الشتوية، مما قلّص موارد “سيتيزنس” في مركز الظهير.
لكن غوارديولا امتلك خطة التحوّل إلى دفاع من 3، وزجّ قلب الدفاع جون ستونز في خط الوسط الذي احتله كانسيلو في المواسم الماضية، فحصد الفريق نتائج رائعة.
وقال لاعب الوسط الهجومي جاك غريليش عن مدرّبه “لا يمكنني الحديث عنه بدرجة كافية. من الغريب كيف يعرف كل شيء. قبل بعض المباريات، أطرح على نفسي سؤالا: ماذا سيبتكر اليوم؟ ثم يخرج بتكتيكات مختلفة في كل مباراة. من الممتع العمل معه”.
بيد أن الاستقرار كان عنصرا رئيسا في بلوغ سيتي نهائي إسطنبول نهاية هذا الأسبوع.
وشارك 10 لاعبين نفسهم في التشكيلة الأساسية في آخر 5 مباريات في دوري الأبطال، في حين بقي أمثال لاعبي الجبهة الهجومية الجزائري رياض محرز وفيل فودن، والأرجنتيني بطل العالم خوليان ألفاريس على مقاعد البدلاء.
وبعد سحق بايرن 4-1 بمجموع المباراتين في ربع النهائي، ثأر سيتي من مدريد حامل اللقب 4-صفر في إياب نصف النهائي أمام الجماهير المنتشية في ملعب الاتحاد.
وعلى الصعيد المحلي، فرض سيتي نفسه قوّة ضاربة بعدما حسم لقب الدوري 5 مرات في آخر 6 مواسم.
رغم ذلك، يقرّ غوارديولا بأن لقب دوري الأبطال الأوروبي الذي يلهث فريقه -المملوك للإمارات- وراءه منذ سنوات سيرفعه إلى مكانة مختلفة.
وقال لموقع الاتحاد الأوروبي (يويفا) “أندية كثيرة بدّلت مشاريعها وأفكارها لعدم قدرتها على الفوز بهذه المسابقة، وأندية غيرها أصبحت كبرى بعد تتويجها”.
وأضاف المدرّب (52 عاما) “حتى لو كنت لا أشارك هذا الرأي، فإنني متفهم بأن كل ما صنعناه في تلك السنين، والذي كان كبيرا وجيدا جدا، سيحمل معنى مختلفا للآخرين في حال فوزنا بهذه المسابقة”.
وأردف لاعب الوسط السابق “إذا لم نتوّج، ستحمل باقي الأمور معنى أقل. هذا ليس عادلا نوعا ما، لكن يجب أن نتقبله. وعلينا الفوز في دوري الأبطال، ولا يمكن تفادي هذا الأمر”.
التتويج بدوري الأبطال سيكمل مشروع غوارديولا الذي جلبه سيتي من أجل تحقيقه قبل 7 سنوات، كما سيُسكت المشككين بأحقية تواجده بين المدربين العظماء في تاريخ اللعبة.