الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش “الفيتو” الروسي ضد قرار تمديد دخول المساعدات إلى سوريا
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة أمس، لبحث مسألة استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” ضد قرار تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
وفي افتتاح الجلسة، قال رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي، إن “برامج الإغاثة المنقذة للحياة لا ينبغي أن تكون رهينة للمصالح السياسية”، مشدداً على “أهمية أن يسترشد العمل الإنساني دائماً بمبادئ عدم التحيز والحياد والاستقلال”.
ودعا كوروشي أعضاء مجلس الأمن إلى “إعطاء الأولوية لاحتياجات الناس المتضررين”، مضيفاً أن على أعضاء مجلس الأمن “أن يكونوا على دراية بالحقائق، وأن تكون جهودهم موجهة نحو الحلول الحقيقية وإعطاء الأولوية بشكل عاجل للتعاون الطويل الأجل على الانقسام، والواجب الإنساني على سياسة حافة الهاوية”.
وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على أنه “معاً، لدينا القوى لإحداث تغيير جذري”، مشيراً إلى أن “شعب سوريا يعتمد علينا في مساعدتهم”.
وقال المندوب الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة، سيرجيو فرانكا دانيس، إن بلاده وسويسرا “عملتا بجد مع جميع أعضاء مجلس الأمن، وبنية طيبة، وبالتشاور مع نظام الأسد وغيره من الأطراف المهتمة، من أجل صياغة مشروع القرار الذي فشل مجلس الأمن في تمريره بسبب الفيتو الروسي”.
وأضاف فرانكا دانيس أن البرازيل وسويسرا “حاولتا الاتفاق على كل شيء وفقاً للطلبات والشواغل التي أعربت عنها الأطراف، والتوصل إلى حل وسط”، مشدداً على أن “مصلحة الشعب السوري تأتي في مقدمة كل شيء”.
وأعرب فرانكا دانيس عن التزام البرازيل وسويسرا، البلدين المعنيين بالملف الإنساني في سوريا، باستمرار العمل مع أعضاء مجلس الأمن ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ونظام الأسد وغيرها من الجهات الفاعلة الإنسانية من أجل مساعدة السوريين.
وفي كلمته خلال الجلسة، قال القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جيفري ديلورينتيس، إنه “لا بديل عن الآلية العابرة للحدود”، مضيفاً أن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني على الأرض يتفقون جميعاً على أن اقتراح نظام الأسد ليس بديلاً عملياً”.
وشدد ديلورينتيس على أن “أي قبول لمحاولة النظام لفرض قيود غير مسبوقة على العمليات الإنسانية للأمم المتحدة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على جهود الإغاثة الإنسانية في مواقع أخرى، ويجب رفضه”.
وذكر الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة “ستواصل العمل مع شركائها في الأمم المتحدة وجميع البلدان ذات التفكير المتشابه لمنع نظام الأسد من إعاقة إيصال المساعدة الإنسانية الأساسية للفئات الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد”.
وأكد أنه “يجب عدم استخدام المساعدات الإنسانية كورقة مساومة، ولا يمكن أن يكون على أساس الشروط”، مضيفاً أنه “يجب أن نقف وندين هذه التكتيكات، خاصة عندما يتم تنفيذها تحت غطاء الفيتو من قبل عضو دائم في مجلس الأمن، قام مراراً وتكراراً باستخدام الغذاء كسلاح”.
ودعا القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى أن “يتحد ويتحدث ضد التسييس الروسي الساخر لهذه القضية الإنسانية البحتة، ويجب أن نتصرف على وجه السرعة لإعادة فتح شريان الحياة في باب الهوى”، مشدداً على أن “الشعب السوري يعتمد علينا في ذلك”.
من جهته، قال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، ديميتري بوليانسكي، إن بلاده “لن تتردد في استخدام حق النقض في مجلس الأمن، ليس فقط لحماية مصالحها الخاصة، ولكن أيضاً لحماية مصالح حلفائها وشركائها في الأمم المتحدة”.
وأوضح بوليانسكي أن “الولايات المتحدة وحلفاءها قلقون بالدرجة الأولى بشأن توقيت تمديد آلية المساعدات عبر الحدود، وليسوا مستعدين لأي تحسين في الآلية”، معتبراً أن “هدفهم ليس مساعدة الشعب السوري، ولكن الحفاظ على النفوذ لنظام الأسد”.
وذكر أن “زملاءنا السويسريين لم يرغبوا في السعي إلى حل وسط، على الرغم من دعوات وجهود الزملاء من البرازيل والصين والإمارات وموزمبيق والغابون وغانا، الذين نحن ممتنون جداً لهم”.
وزعم نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أنه “لا توجد عقبات أمام تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا الآن”، مضيفاً أنه “حانت لحظة الحقيقة للمانحين، إما أنهم يساعدون السوريين حقاً، أو يواصلون ابتزازهم فعلياً، ويطرحون مطالب سياسية جديدة”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت، في نيسان الماضي، عقد اجتماع تلقائي بعد استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن لحق النقض، في غضون عشرة أيام، ليتمكن أعضاء الجمعية من التدقيق والتعليق على “الفيتو”.