صحيفة الشرق الأوسط تسلط الضوء على واقع الإعلام الرسمي لنظام الأسد
سلطت صحيفة “الشرق الأوسط”، في تقرير لها، الضوء على الواقع الإعلامي الرسمي لنظام الأسد، متحدثة عن استمرار سياسة المنع وتضييق الهوامش في الإعلام السوري الرسمي، ما يجعل عبارة “ممنوع الاقتراب أو التصوير” الأقوى حضوراً في مواجهة وسائل الإعلام، سواء كانت محلية أم خارجية.
وقالت الصحيفة، إن سلسلة الأخطاء التي ظهرت مؤخراً في الإعلام الرسمي السوري، تكشف عن “غياب المهنية وقلة الخبرة”، ونقلت عن مصادر، أن “كوادر” جديدة معظمها “تنفيعة” تفتقر إلى الخبرة والتدريب وحتى “الحس الإعلامي”، دخلت الإعلام المحلي في أثناء سنوات الحرب، إضافة إلى خسارة كوادر أخرى خبيرة.
ولفتت إلى أن صحافية مخضرمة تعمل في وسيلة إعلام رسمية، أن هذه الأخطاء “تعد فضيحة، وقد انكشفت لأنه جرى تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هناك أخطاء أكبر تحصل لا يتم الحديث فيها”.
ونقلت عن مراسل وسيلة إعلام أجنبية، أنه يجد صعوبة كبيرة في ممارسة عمله داخل سوريا، بسبب تقييده بالموافقات المسبقة، أياً كانت الفكرة التي يريد العمل عليها، ويستغرق الرد أياماً عدة وأحياناً أكثر من أسبوع، وغالباً يأتي بالرفض.
وسبق أن أصدر وزير الإعلام في حكومة نظام الأسد “بطرس الحلاق”، عدداً من القرارات تم بموجبها تكليف مدراء جدد بمنصب إدارة قناة السورية وقناة الإخبارية وإدارة المعلوماتية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بعد سلسلة من الفضائح التي خرجت مؤخرا عبر الإعلام الرسمي.
وتنص قرارات حكومة نظام الأسد على تعيين كلا من “محمد علي عبد الرزاق زهرة”، مديراً لقناة السورية، و “محمد علي مصا”، مديراً لقناة الإخبارية، و “أحمد حسن الخطيب” مديراً للمعلوماتية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وكان قرر قرر نظام الأسد عبر وزير الإعلام “بطرس حلاق”، إقالة “مضر إبراهيم” من منصب مدير قناة “الإخبارية السورية”، التابعة لإعلام النظام الرسمي، والمعروف عنه مواقفه التشبيحية، وأبرزها وصف اللاجئين السوريين في تركيا بـ”المرتزقة” ورفضه تعديل المصطلح الوارد عبر القناة التلفزيونية التابعة للنظام.
وكشفت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد أن الوزير “حلاق”، قرر تعيين “عبدالله حيدر”، مديراً لقناة الإخبارية السورية والذي كان يشغل منصب مدير المركز الإخباري في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، دون توضيح أسباب إقالة “مضر”.
وأصدرت “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”، التابعة لنظام الأسد قرارا يقضي بإيقاف “برنامج الكابتن”، لحين الانتهاء من التحقيق في محتوى خبر خاطئ على قناة دراما وقالت إنه “ستتم معاقبة المسؤولين عن ذلك بموجب نتائج التحقيق”، وفق تعبيرها.
وتبين أن القرار جاء على خلفية تطرق البرنامج لخبر عن مطار دمشق الدولي، دون أن يخضع للتدقيق من فريق الإعداد قبل عرضه على الشاشة، حيث تضمن الإشارة إلى تساؤلات كثيرة حول هوية الشركة المستثمرة للمطار في ظل السيطرة الإيرانية والروسية على مناطق سيطرة نظام الأسد.
وكانت أصدرت وزارة الإعلام في حكومة نظام الأسد، بياناً قالت إنه للتوضيح بأن هناك خللاً واضحاً في التنسيق تسبب في استضافة الاخبارية لشخصية مشبوهة، وذلك بعد جدل حول استضافة تلفزيون النظام كاتباً مصرياً وصف بأنه أبرز وجوه التطبيع مع إسرائيل.
وكثيرا ما يثير نظام الأسد السخرية بحديثه عن أزمات الغرب والأحداث الخارجية مثل أزمة الغاز في أوروبا، وكان تضمن برنامج يقدم عبر التلفزيون الرسمي، حديث مذيعة موالية للنظام المثير للسخرية عن ظاهرة التسول في أوروبا وسط تجاهل الأرقام المفزعة للظاهرة التي تتصاعد في سوريا.