غوطة دمشق الشَّرقيَّة.. صمت دولي وضياع داخلي يقودانها إلى المجهول
مشاهد الأشلاء باتت اليوم مألوفة، ومناظر الدمار أًصبحت من حكم العادة، ولون الدماء قد صبغ الحياة اليومية في غوطة دمشق الشَّرقيَّة.
هي غوطة دمشق بكل مفرداتها ومعانيها التي اكتنزتها بين أشجارها وأنهارها، هي غوطة دمشق العصيَّة على أعدائها ورهبانها، هي الغوطة الشرقية بمدنها وبلداتها وحاراتها.
مجازرٌ تتوزَّع هنا وهناك، ومأساة تتكرر في الأزمان، وحالة من الضياع تسود شوارعها، والمقاتل الجلمود على أبوابها وفي خنادقها، متأهب لعدو تربًّص شرَّاً بأهله وجيرانه، غير آبهٍ بما يُقال أو يُحاك.
غوطة دمشق الشَّرقيَّة كتاب على مرِّ العصور، بين دفاع عن الأرض والعرض، لتحاول قوَّات الأسد صاحبة الفكر الرجعي والأسلوب الهمجي، حرق هذا الكتاب الَّذي خطّ بالدماء والأشلاء.
قوَّات الأسد حشدت قوَّاتها وآليَّاتها ودفعت بتعزيزات عسكريَّة للهجوم على الغوطة الشَّرقية، وزادت من وتيرة القصف الجوِّي والمدفعي والصاروخي على الأحياء المأهولة بالسكان، وغرست مخالبها في أجساد غضَّة لم ترى من الدُّنيا إلَّا براءة وُجدت في القلوب على الفطرة.
عشرات الشهداء ارتقوا ومئات الجرحى أصيبوا خلال اليوم الأوَّل من الحملة العسكريَّة على الغوطة الشَّرقية مع ارتفاع الوتيرة تدريجيَّاً، وسط حالة من “الخُرس” الدُّولي والصمت العربي والضياع الداخلي، وتعدُّد الولاءات، ويبقى الخاسر الأكبر هو المدني.
حالة من الغموض تسود شوارع الغوطة والقلق قد تخلَّل بين حاراتها، ويبقى الأمل بالله غير منقطع، ويبقى الرجاء موصلاً والأيام تسير نحو المجهول.
محمد السطيف (إدلب-كفرنبل)