في الذكرى السنوية لزلزال 6 شباط.. المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تسلط الضوء على واقع المتضررين
حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن محنة الملايين المتضررين من الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا العام الفائت، من النازحين ومضيفيهم قد تدهورت.
وقالت المفوضية عبر موقعها الرسمي في الذكرى السنوية لزلزال 6 شباط، إن الفقر واليأس سيطر على الكثيرين منذ وقوع الزلازل، ولايزال الآلاف بلا مأوى ومستضعفين. فتركيا واحدة من أكبر البلدان المضيفة للاجئين في العالم، في حين تعاني سوريا، حيث نزح الملايين بسبب الأزمة التي دامت 13 عامًا حتى قبل وقوع الزلازل، من اضطرابات اقتصادية حادة.
ويعيش في سوريا نحو 90% من السكان تحت خط الفقر، ويعاني 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، و7.2 مليون نازح داخليًّا، في ظل اضطرارهم للتعامل مع أزمات متعددة الأوجه، يحتاج 16.7 مليون شخص من الخارج إلى المساعدة، ارتفاعًا من 15.3 مليونًا في العام الماضي، وقد أثر الزلزال على 8.8 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف – وكان العديد منهم قد نزحوا بالفعل، وفي شمال غرب سوريا وحده، لايزال أكثر من 40,000 شخص نازحين بسبب الزلزال ويقيمون في 70 مركز استقبال مؤقت.
وتستضيف تركيا 3.4 مليون لاجئ، وقد أثر الزلزال على المنطقة التي تؤوي حوالي 1.75 مليون منهم، وعلى الرغم من الاستجابة الإنسانية الرائعة والشاملة التي قدمتها تركيا، بدعم من المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فإن تأثير الزلزال لايزال يشعر به كل من اللاجئين ومضيفيهم الأتراك.
وكان 90% من اللاجئين في البلاد غير قادرين بالفعل على تغطية الاحتياجات الأساسية قبل وقوع الزلازل، ويعتمد الكثير منهم على العمل غير الرسمي أو المساعدة الاجتماعية أو القروض. والآن، في أعقاب ذلك، تزايدت الاحتياجات الماسة فيما يتعلق بالإسكان والمرافق الأساسية والمأوى والكهرباء والرعاية الصحية والاتصالات.
ومع انخفاض الأموال وزيادة الاحتياجات، يلجأ العديد من اللاجئين -السوريين وغيرهم- إلى استراتيجيات البقاء مثل خفض الإنفاق على الغذاء وزيادة الاقتراض، وفقًا لشهادات وتقييم إنساني.
وتقدر المفوضية المساعدات السخية التي تقدمها الجهات المانحة في الوقت المناسب، فإنها تدعو إلى استمرار الدعم لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة.
وفي سوريا، تقدم المفوضية المساعدة في مجال الحماية – بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 311,000 شخص متضرر من الزلازل. كما تقدم الدعم في مجال المأوى والمساعدات النقدية وغيرها من المساعدات للمتضررين. وفي عام 2023، وزعت المفوضية مواد إغاثة لأكثر من 68,000 عائلة في المناطق المتضررة من الزلزال في سوريا. وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب واللاذقية، قامت المفوضية وشركاؤها بإعادة تأهيل الملاجئ الجماعية، وتوفير المأوى لأكثر من 3,000 شخص. قدمت المفوضية مساعدات نقدية للأشخاص المتضررين في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، واستفادت منها أكثر من 16,000 أسرة.
وفي تركيا، ودعمًا للاستجابة التي تقودها الدولة، قدمت المفوضية أكثر من 3 ملايين من مواد الإغاثة بناءً على طلب الحكومة، بما في ذلك الخيام والحاويات ومستلزمات النظافة والفراش والملابس الدافئة للاجئين والمقيمين المحليين في مراكز الإقامة المؤقتة. كما دعمت أنشطة الحماية لأكثر من 500,000 فرد – بما في ذلك الاستشارة القانونية وتحديد وإحالة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة النقدية.
ولتسهيل تقاسم المسؤولية بشكل أفضل مع تركيا، تدعو المفوضية أيضًا إلى توسيع فرص إعادة التوطين للاجئين، حيث يحتاج بعض الفئات الأكثر ضعفًا منهم إلى حلول طويلة الأجل وبداية جديدة في مكان آخر.
وكان وقع زلزال مدمر بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر، ضرب شمال سوريا وجنوب تركيا في 6 شباط من العام 2023 راح ضحيته أكثر من 60 ألف قتيل في البلدين، فضلا عن دمار هائل في الأبنية والممتلكات.