على خلفية مقتل أحد المتظاهرين السلميين.. اشتباكات بين مسلحين وعناصر نظام الأسد في السويداء
استهدفت سلسلة هجمات صاروخية من قبل مسلحين مجهولين، فروع نظام الأسد الأمنية ومواقع عسكرية، ومقار لـ”حزب البعث”، في مدينة السويداء، ليل أمس.
وتلا الهجمات الصاروخية سلسلة اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة، لتمتد المعارك بعدها إلى بلدات قنوات وشهبا وسليم شمالي المحافظة.
ولم تتبنَ أي جهة هذه الهجمات، التي جاءت غالبًا في سياق ردود الفعل على حادثة إطلاق النار من قبل عناصر أمن نظام الأسد على متظاهرين سلميين، والتي أودت بحياة أحد المتظاهرين من أهالي مدينة السويداء، صباح أمس الأربعاء.
وبدأت الهجمات قرابة الساعة 10 مساءً، حيث استهدف مجهولون مقر قيادة فرع “حزب البعث”، وفرع “أمن الدولة”، وبعض مراكز المخابرات في مدينة السويداء، بقذائف صاروخية ورشقات رصاص، وفقاً لشبكة “السويداء 24” المحلية.
وكشف مصدر أمني لشبكة “الراصد” المحلية أن عناصر الأفرع الأمنية في مقارهم تلقوا تعليمات بالاختباء وعدم الرد.
واستهدف المجهولون مركز التسويات الأمنية في صالة السابع من نيسان وسط مدينة السويداء بقذيفة صاروخية، وهو الموقع ذاته الذي قتلت فيه قوات الأمن المتظاهر جواد الباروكي، صباح الأربعاء.
واخترقت إحدى القذائف الصاروخية شقة سكنية بالقرب من صالة السابع من نيسان، وأسفرت عن أضرار مادية، دون وقوع إصابات.
وأظهر تسجيل مصور لحظة إصابة البروكي بالرصاصة في صدره بعد أن فتح عناصر أمن نظام الأسد النار عندما حاول المتظاهرون اقتحام المبنى.
واستمرت الاشتباكات في مدينة السويداء حتى فجر الخميس، حيث هز انفجاران قويان حي النهضة ومحيط ساحة تشرين، تبعهما إطلاق نار كثيف، بحسب شبكة “الراصد” المحلية.
ودعا الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، لتشييع جواد الباروكي، معتبراً أنه “شهيد للواجب”، ووصف قاتليه بأيادي الغدر.
وشدد الهجري على ضرورة الحفاظ على المسار السلمي للحراك، مؤكداً أنه على المتظاهرين ضبط النفس وعدم الانجرار خلف مخططات نظام الأسد.
وعمت حالة غضب عامة محافظة السويداء، حث أقدم محتجون على تحطيم صور بشار الأسد، أمام ساحة المستشفى الوطني، كما اقتحموا شعبة لـ”حزب البعث” قرب ساحة تشرين وسط المدينة.
ويواصل أهالي محافظة السويداء انتفاضتهم منذ أكثر من ٦ أشهر، عبر المظاهرات اليومية المطالِبة بإسقاط نظام الأسد، وخروج إيران من البلاد باعتبارها محتلة، وتطبيق القرار الأممي 2254، الذي يضمن تحقيق انتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية بإشراف الأمم المتحدة.